زهير الفتال Admin
الدولة :
رقم العضوية : 1 عدد المساهمات : 819 تاريخ التسجيل : 08/07/2009 العمر : 62
| موضوع: نفس رسول الله متّحدة مع القرآن السامي والمحكم الأحد يناير 27, 2013 11:58 am | |
|
بسم الله الرحمن الرحيم اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
نفس رسول الله متّحدة مع القرآن السامي والمحكم
هناك ليس في صورة سور وآيات، بل حقيقةٌ مُحكمة ومتعالية ذات مقام سامٍ ودرجة رفيعة، ليس فيه جانب من التجزئة والتفرقة والتفصيل، لا تناله أفكار المفكّرين، ولا ترتفع إلی ذروة ساحة قدسه الاوهام المحلّقة في الشـواهق، وتزيغ وتتهاوي وتضـمحلّ دون الوصـول إلی عزّ ذلك المقام المنيع. المطهّرون فقط، هم الذين يصلون ذلك المقام ويدركون تلك الحقيقة المجـرّدة، إذ: لاَ يَمَسُّـهُ و´ إِلاَّ الْمُطَـهَّرُونَ. فغير المنزّهين والمطـهّرين من الرذائل وهوي النفس، والعابرين من درجة الإخلاص، والفائزين بمقام الصِّدِّيقين والمخلَصين الذين لم يبق في وجودهم وعقولهم وسرّهم أبداً شائبة من البينونة والازدواجيّة، لا يمكنهم الوصول إلی ذلك المقام وحيازة تلك الذروة الرفيعة السامية. فهذا القرآن النازل مفصّلاً ومبيّناً موجود علی نحو أ علی وأكمل في ذلك القرآن العالي وال علیّ المُحكم المُنزل عنه، كأنّ ذلك القرآن كان نبعاً من الماء يفور الماء منه علی الدوام، فأُعطيَ منبع الفوران والنبع ذلك دفعةً إلی النبيّ، ثمّ منـح صلوات الله علیه وآله وسـلّم تدريجيّـاً هـذا الفـوران المستمرّ المتوالي من مياه الرحمة التي شملت أرجاء العالم. أو كمثل مَلَكة الرسم والخطّ ومَلَكات سائر الحرف والصنائع التي يوجد أصلها في الشخص الواجد لها، فهي موجودة لديه بلا شكل أو أبعاد أو زمان أو ما شابه، وبواسطة تلك المَلَكة البسيطة المجرّدة يقوم صاحبها تدريجيّاً بإنزال ملكاته بصورة محدودة ومعيّنة إلی عالم الفعل والخارج ويلبسه لباس التحقّق والف علیّة، كما يفعل الرسّام برسم اللوحات المختلفة الهيئة والكيفيّة، وكما يفعل الخطّاط بخطّ الخطوط المختلفة، وكما يفعل سائر أصحاب الصنائع والحِرَف. وهكذا، فقد كان ذلـك القرآن المُحكم ـ الذي نزل دفعةً حقيقة متعالية؛ وكان هذا القرآن المفصّل في ثلاثين جزءاً ومائة وأربع عشرة سورة، والنازل تدريجيّاً بأشكال مختلفة ومطالب متنوّعة من التوحيد والمعارف والقصص والاحكام وغيرها؛ بحسـب المقتضـيات المحـدودة المتميّـزة ليـس إلاّ ذلـك القرآن العالي. لا فرق بينهمـا إلاّ في التفصـيل والإجمال، فإن رُفع هذا القرآن إلی الا علی لصار ذاك، وإن أُنزل ذاك صار هذا. ذلك القرآن هو حقيقة نفس رسول الله صلّي الله علیه وآله وسلّم، وهذا القرآن هو أخلاقه ومَلَكاته وأعماله. [1] وتتضّح بهذا البيان كيفيّة اتّحاد نفس رسول الله والائمّة الطاهرين صلوات الله وسـلامه علیهم أجمعيـن مع القرآن المحكم العالي، واتّحـاد فكر وذهن وأبـدان وجـوداتهـم القدسـيّة مع هذا القرآن المفصّـل العربيّ المبين. وكما أنّ بعثة خاتـم الانبياء لا تختـصّ بزمان أو مكان معيّنين، إذ: وَمَآ أَرْسَلْنَـ'كَ إِلاَّ رَحْمَةً لِّلْعَـ'لَمِينَ؛[2] وَمَآ أَرْسَلْنَـ'كَ إِلاَّ كَآفَّةً لِّلنَّاسِ، [3] فإنّ القرآن الكريم الذي يمثّل وحي الله هو الآخر مرسـل لجميـع العوالم إلی يوم الجزاء، فلا اختصاص له بزمان أو مكان معيَّنَين: قُلْ يَا'´أَيُّهَـا النَّاسُ إِنِّـي رَسُـولُ اللَهِ إِلَيْكُـمْ جَمِيعًا الَّذِي لَهُ و مُلْـكُ السَّمَـ'وَ تِ وَالاْرْضِ لاَ´ إِلَـ'هَ إِلاَّ هُوَ يُحْيِ وَيُمِيتُ فَـَامِنُوا بِاللَهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الاْمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَهِ وَكَلِمَـ'تِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ. [4] ---------------------------- [1] ـ يقول العالم المصريّ الواعي المتتبّع والصريح غير المتعصّب: المرحوم الشيخ محمود أبو ريّة غفر الله له في كتاب «أضـواء علی السُّـنَّة المحمّديّة» ص 40، الطـبعة الثانية: وممّا أورد الشاطبيّ: أنّ السنّة بمنزلة التفسير والشرح لمعاني أحكام الكتاب، ودلّ علی ذلك قوله تعالي: لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ؛ وأنّ السنّة راجعة في معناها إلی الكتاب، فهي تفصيلُ مجمله، وبيان مشكله، وبسط مختصره، وذلك لا نّها بيانٌ له. وهو الذي دلّ علیه قوله تعالي: وَأَنزَلْنَا´ إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ، فلا تجد في السـنّة أمراً إلاّ والقرآن قد دلّ علی معناه دلالة إجماليّة أو تفصـيليّة، وأيضاً فكلّ ما دلّ علی أنّ القرآن هو كلّيّة الشريعة وينبوع لها، فهو دليل علی ذلك، ولانّ الله قال: وَإِنَّكَ لَعَلَي' خُلُقٍ عَظِيمٍ، وفسّرت عائشة ذلك بِأَنَّ خُلْقَهُ القُرْآنُ ـ واقتصرت في خُلقه علی ذلك فدلّ علی أنّ قوله وفعله وإقراره راجع إلی القرآن، لانّ الخُلق محصور في هذه الاشياء، ولانّ الله جعل القرآن تبياناً لكلّ شيء. [2] ـ الآية 107، من السورة 21: الانبياء. [3] ـ الآية 28، من السورة 34: سبأ. [4] ـ الآية 158، من السورة 7: الاعراف. | |
|
عبد المحسن حسين عضو مشارك
الدولة : رقم العضوية : 23 عدد المساهمات : 21 تاريخ التسجيل : 10/02/2011 العمر : 35
| موضوع: رد: نفس رسول الله متّحدة مع القرآن السامي والمحكم الأربعاء يناير 30, 2013 2:16 pm | |
| اللهم صل على كامل النور الإلهي المبعوث فينا رحمة للعالمين البشير النذير خاتم الانبياء والمرسلين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وعلى آله الطيبين وبارك الله بكم اخي الكريم على هذا الطرح المميز
| |
|