معهد أنوار اليقين للحاسبات
انجيل برنابا ج1 11941110أهلاً وسهلاً بك عزيزتي الزائرة / عزيزي الزائر في موقع معهد أنوار اليقين للحاسبات
نرجو منك أن تُعرِّف بنفسك ، وتدخل معنا الموقع لتتمتع بما فيه من مواضيع علمية وثقافية ورياضية منوعة
إن لم يكن لديك حساب بعد ، نتشرف بدعوتك لإنشائه
انجيل برنابا ج1 Gif10المدير العام للموقع
معهد أنوار اليقين للحاسبات
انجيل برنابا ج1 11941110أهلاً وسهلاً بك عزيزتي الزائرة / عزيزي الزائر في موقع معهد أنوار اليقين للحاسبات
نرجو منك أن تُعرِّف بنفسك ، وتدخل معنا الموقع لتتمتع بما فيه من مواضيع علمية وثقافية ورياضية منوعة
إن لم يكن لديك حساب بعد ، نتشرف بدعوتك لإنشائه
انجيل برنابا ج1 Gif10المدير العام للموقع
معهد أنوار اليقين للحاسبات
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول
انجيل برنابا ج1 Uouo-o10
نهنئ العالم الإسلامي والمراجع العظام بولادة منقذ البشرية النبي الخاتم محمد (ص) وتزامن هذه الذكرى بذكرى ولادة حفيده الامام الصادق عليه السلام
انجيل برنابا ج1 Uouo-o10

 

 انجيل برنابا ج1

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
زهير الفتال
Admin
Admin
زهير الفتال


الدولة : العراق
انجيل برنابا ج1 Jb12915568671

انجيل برنابا ج1 3cc6u-10
رقم العضوية : 1
عدد المساهمات : 819
تاريخ التسجيل : 08/07/2009
العمر : 62

انجيل برنابا ج1 Empty
مُساهمةموضوع: انجيل برنابا ج1   انجيل برنابا ج1 Emptyالأربعاء ديسمبر 19, 2012 2:53 pm

الإنجيل الصحيح ليسوع المسمى المسيح
نبي جديد مرسل من الله إلى العالم بحسب رواية برنابا رسوله

برنابا رسول يسوع الناصري المسمى المسيح يتمنى لجميع سكان الأرض سلاماً وعزاء.

أيها الأعزاء إن الله العظيم العجيب قد افتقدنا في هذه الأيام الأخيرة
بنبيه يسوع المسيح برحمة عظيمة للتعليم والآيات التي اتخذها الشيطان ذريعة
لتضليل كثيرين بدعوى التقوى ، مبشرين بتعليم شديد الكفر ، داعين المسيح ابن
الله ، ورافضين الختان الذي أمر به الله دائما ، مجوزين كل لحم نجس ،
الذين ضل في عدادهم أيضا بولس الذي لا أتكلم عنه إلا مع الأسى ، وهو السبب
الذي لأجله أسطر ذلك الحق الذي رأيته وسمعته أثناء معاشرتي ليسوع لكي
تخلصوا ولا يضلكم الشيطان فتهلكوا في دينونة الله ، وعليه فاحذروا كل أحد
يبشركم بتعليم جديد مضاد لما أكتبه لتخلصوا خلاصا أبديا .

وليكن الله العظيم معكم وليحرسكـم من الشيطان ومن كل شـر آمين .




الفصل الأول


لقد بعث الله في هذه الأيام الأخيرة بالملاك جبريل إلى عذراء تدعى مريم
من نسل داود من سبط يهوذا ، بينما كانت هذه العذراء العائشة بكل طهر بدون
أدنى ذنب المنزهة عن اللوم المثابرة على الصلاة مع الصوم يوما ما وحدها
وإذا بالملاك جبريل قد دخل مخدعها وسلم عليها قائلا : ليكن الله معك يا
مريم . فارتاعت العذراء من ظهور الملاك ، ولكن الملاك سكن روعها قائلا : لا
تخافي يا مريم لأنك قد نلت نعمة من لدن الله الذي اختارك لتكوني أم نبي
يبعثه إلى شعب إسرائيل ليسلكوا في شرائعه بإخلاص . فأجـابت العذراء : وكيف
ألد بنين وأنا لا أعرف رجلا . فأجاب الملاك : يا مريم إن الله الذي صنع
الإنسان من غير إنسان لقادر أن يخلق فيه إنسانا من غير إنسان لأنه لا محال
عنده . فأجابت مريم : إني لعالمة أن الله قدير فلتكن مشيئته . فقال
الملاك : كوني حاملاً بالنبي الذي ستدعينه يسوع ، فامنعيه الخمر والمسكر
وكل لحم نجس لأن الطفل قدوس الله . فانحنت مريم بِضَعَة قائلة : ها أنا ذا
أمة الله فليكن بحسب كلمتك . فانصرف الملاك ، أما العذراء فمجدت الله
قائلة : اعرفي يا نفس عظمة الله ، وافخري يا روحي بالله مخلصي ، لأنه رمق
ضعة أمته ، وستدعوني سائر الأمم مباركة ، لأني القدير صيّرني عظيمة ،
فليتبارك اسمه القدوس لأني رحمته تمتد من جيل إلى جيل للذين يتقونه ، ولقد
جعل يده قوية فبدد المتكبر المعجب بنفسه ، ولقد أنزل الأعِزاء من عن
كراسيهم ورفع المتضعين ، أشبع الجائع بالطيبات وصرف الغني صفر اليدين ،
لأنه يذكر الوعود التي وعد بها إبراهيم وابنه إلى الأبد .

الفصل الثاني


أما مريم فإذ كانت عالمة مشيئة الله وموجسة خيفة أن يغضب الشعب عليها
لأنه حبلى ليرجمها كأنها ارتكبت الزنا اتخذت لها عشيرا من عشيرتها قويم
السيرة يدعى يوسف ، لأنه كان بارا متقيا لله يتقرب إليه بالصيام والصلوات
ويرتزق بعمل يديه لأنه كان نجارا ، هذا هو الرجل الذي كانت تعرفه العذراء
واتخذته عشيرا وكاشفته بالإلهام الإلهي ، ولما كان يوسف بارا عزم إذ رأى
مريم حبلى على إبعادها لأنه كان يتقي الله ، وبينا هو نائم إذا بملاك الله
يوبخه قائلا : لماذا عزمت على إبعاد امرأتك ، فاعلم أن ما كون فيها إنما
كوّن بمشيئة الله فستلد العذراء ابنا ، وستدعونه يسوع ، وتمنع عنه الخمر
والمسكر وكل لحم نجس ، لأنه قدوس الله من رحم أمه فإنه نبي من الله أرسل
إلى شعب إسرائيل ليحول يهوذا إلى قلبه ، ويسلك إسرائيل في شريعة الرب كما
هو مكتوب في ناموس موسى ، وسيجيء بقوة عظيمة يمنحها له الله ، وسيأتي بآيات
عظيمة تفضي إلى خلاص كثيرين . فلما استيقظ يوسف من النوم شكر الله وأقام
مع مريم كل حياته خادما لله بكل إخلاص .




الفصل الثالث


كان هيرودس في ذلك الوقت ملكا على اليهودية بأمـر قيصر أوغسطس ، وكان
بيلاطس حاكما في زمن الرياسة الكهنوتية لحنان وقيافا ، فعملا بأمر قيصر
اكتتب جميع العالم ، فذهب إذ ذاك كل إلى وطنه وقدموا نفوسهم بحسب أسباطهم
لكي يكتتبوا ، فسافر يوسف من الناصرة إحدى مدن الجليل مع امرأته وهي حبلى
ذاهبا إلى بيت لحم ( لأنه كانت مدينته وهو من عشيرة داود ) ليكتتب عملا
بأمر قيصر ، ولما بلغ بيت لحم لم يجد فيها مأوى إذ كانت المدينة صغيرة وحشد
جماهير الغرباء كثيرا ، فنزل خارج المدينة في نزل جعل مأوى للرعاة ،
وبينما كان يوسف مقيما هناك تمت أيام مريم لتلد ، فأحاط بالعذراء نور شديد
التألق ، وولدت ابنها بدون ألم ، وأخذته على ذراعيها ، وبعد أن ربطته
بأقمطة وضعته في المذود ، إذ لم يوجد موضع في النزل ، فجاء جوق غفير من
الملائكة إلى النزل بطرب يسبحون الله ويذيعون بشرى السلام لخائفي الله ،
وحمدت مريم ويوسف الله على ولادة يسوع وقاما على تربيته بأعظم سرور .

الفصل الرابع


كان الرعاة في ذلك الوقت يحرسون قطيعهم على عادتهم ، وإذا بنور متألق قد
أحاط بهم وخرج من خلاله ملاك سبح الله ، فارتاع الرعاة بسبب النور الفجائي
وظهور الملاك ، فسكن روعهم ملاك الرب قائلا : ها آنذا أبشركم بفرح عظيم ،
لأنه قد ولد في مدينة داود طفل نبي للرب الذي سيحرز لبيت إسرائيل خلاصا
عظيما ، وتجدون الطفل في المذود مع أمه التي تسبح الله ، وإذ قال هذا حضر
جوق عظيم من الملائكة يسبحون الله ، ويبشرون الأخيار بسلام ، ولمـا انصرفت
الملائكة تكلم الرعاة فيما بينهم قائلين : لنذهب إلى بيت لحم وننظر الكلمة
التي كلمنا بها الله بواسطة ملاكه ، وجاء رعاة كثيرون إلى بيت لحم يطلبون
الطفل المولود حديثا ، فوجدوا الطفل المولود مضطجعا في المذود خارج المدينة
حسب كلمة الملاك ، فسجدوا له وقدموا للأم ما كان معهم وأخبروها بما سمعوا
وأبصروا ، فأسرّت مريم هذه الأمور في قلبها ويوسف أيضا شاكرين لله ، فعاد
الرعاة إلى قطيعهم يقولون لكل أحد ما أعظم ما رأوا ، فارتاعت جبال اليهودية
كلها ، ووضع كل رجل الكلمة في قلبه قائلا : ما سيكون هذا الطفل يا ترى .

الفصل الخامس


فلما تمت الأيام الثمانية حسب شريعة الرب كما هو مكتوب في كتاب موسى
أخذا الطفل واحتملاه إلى الهيكل ليختناه ، فختنا الطفل وسمياه يسوع كما قال
الملاك قبل أن حبل به في الرحم ، فعلمت مريم ويوسف أن الطفل سيكون لخلاص
وهلاك كثيرين ، لذلك اتقيا الله وحفظا الطفل وربياه على خوف الله .

الفصل السادس


لما ولد يسوع في زمن هيرودس ملك اليهودية كان ثلاثة من المجوس في أنحاء
المشرق يرقبون نجوم السماء ، فتبدى لهم نجم شديد التألق فتشاوروا من ثم
فيما بينهم وجاءوا إلى اليهودية يهديهم النجم الذي يتقدمهم ، فلما بلغوا
أورشليم سألوا : أين ولد ملك اليهود . فلما سمع هيرودس ذلك ارتاع واضطربت
المدينة كلها فجمع من ثم هيرودس الكهنة والكتبة قائلا : أين يولد المسيح .
فأجابوا : إنه يولد في بيت لحم لأنه مكتوب في النبي هكذا ( وأنت يا بيت لحم
ست صغيرة بين رؤساء يهوذا لأنه سيخرج منك مدبر يرعى شعبي إسرائيل ) ،
فاستحضر هيرودس إذ ذاك المجوس وسألهم عن مجيئهم ، فأجابوا : أنهم رأوا نجما
في المشرق هداهم إلى هناك ، فلذلك أحبوا أن يقدموا هدايا ويسجدوا لهذا
الملك الجديد الذي تبدى لهم نجمه . فقال حينئذ هيرودس : اذهبوا إلى بيت لحم
وابحثوا بتدقيق عن الصبي ، ومتى وجدتموه تعالوا وأخبروني لأني أنا أيضا
أريد أن أسجد له ، وهو إنما قال ذلك مكرا .

الفصل السابع


وانصرف المجوس من أورشليم ، وإذا بالنجم الذي ظهر لهم في المشرق يتقدمهم
، فلما رأوا النجم امتلأوا سرورا ، ولما بلغوا بيت لحم وهم خارج المدينة
وجدوا النجم واقفا فوق النزل حيث ولد يسوع ، فذهب المجوس إلى هناك ، ولما
دخلوا المنزل وجدوا الطفل مع أمه ، فانحنوا وسجدوا له ، وقدموا له المجوس
طيوبا مع فضة وذهب ، وقصوا على العذراء كل ما رأوا ، وبينما كانوا نياما
حذرهم الطفل من الذهاب إلى هيرودس ، فانصرفوا في طريق أخرى وعادوا إلى
وطنهم وأخبروا بما رأوا في اليهودية .

الفصل الثامن


فلما رأى هيرودس أن المجوس لم يعودوا إليه ظن أنهم سخروا منه ، فعقد
النية على قتل الطفل الذي ولد ، ولكن بينما كان يوسف نائما ظهر له ملاك
الرب قائلا : انهض عاجلا وخذ الطفل وأمه واذهب إلى مصر لأني هيرودس يريد أن
يقتله . فنهض يوسف بخوف عظيم وأخذ مريم والطفل وذهبوا إلى مصر ، ولبثوا
هناك حتى موت هيرودس الذي حسب أن المجوس قد سخروا منه ، فأرسل جنوده
ليقتلوا كل الأطفال المولودين حديثا في بيت لحـم ، فجاء الجنود وقتلوا كل
الأطفال الذين كانوا هناك كما أمرهم هيرودس ، حينئذ تمَّت كلمات النبي
القائل ( نواح وبكاء في الرامة ، راحيل تندب أبناءها وليس لها تعزية لأنهم
ليسوا بموجودين ) .

الفصل التاسع


ولما مات هيرودس ظهر ملاك الرب في حلم ليوسف قائلا : عد إلى اليهودية
لأنه قد مات الذين كانوا يريدون موت الصبي ، فأخذ يوسف الطفل ومريم ( وكان
الطفل بالغا سبع سنين من العمر ) وجاء إلى اليهودية حيث سمع أن أرخيلاوس بن
هيرودس كان حاكما في اليهودية ، فذهب إلى الجليل لأنه خاف أن يبقى في
اليهودية ، فذهبوا ليسكنوا في الناصرة ، فنما الصبي في النعمة والحكمة أمام
الله والناس ، ولما بلغ يسوع اثنتي عشرة سنة من العمر صعد مع مريم ويوسف
إلى أورشليم ليسجد هناك حسب شريعة الرب المكتوبة في كتاب موسى ، ولما تمت
صلواتهم انصرفوا بعد أن فقدوا يسوع ، لأنهم ظنوا أنه عاد إلى الوطن مع
أقربائهم ، ولذلك عادت مريم مع يوسف إلى أورشليم ينشدان يسوع بين الأقرباء
والجيران ، وفي اليوم الثالث وجدوا الصبي في الهيكل وسط العلماء يحاجهم في
أمر الناموس ، وأعجب كل أحد بأسئلته وأجوبته قائلا : كيف أوتي مثل هذا
العلم وهو حدث ولم يتعلم القراءة .

فعنفته مريم قائلة : يا بني ماذا فعلت بنا فقد نشدتك وأبوك ثلاثة أيام
ونحن حزينان . فأجاب يسوع : ألا تعلمين أن خدمة الله يجب أن تقدم على الأب
وألام . ثم نزل يسوع مع أمه ويوسف إلى الناصرة ، وكان مطيعا لهما بتواضع
واحترام .

الفصل العاشر


ولما بلغ يسوع ثلاثين سنة من العمر كما أخبرني بذلك نفسه صعد إلى جبل
الزيتون مع أمه ليجني زيتونا ، وبينما كان يصلي في الظهيرة وبلغ هذه
الكلمات ( يارب برحمه .. ) وإذا بنور باهر قد أحاط به وجوق لا يحصى من
الملائكة كانوا يقولون ( ليتمجد الله ) ، فقدم له الملاك جبريل كتابا كأنه
مرآة براقة ، فنزل إلى قلب يسوع الذي عرف به ما فعل الله وما قال الله وما
يريد الله حتى أن كل شيء كان عريانا ومكشوفا له ، ولقد قال لي : ( صدق يا
برنابا أني أعرف كل نبي وكل نبوة وكل مـا أقوله إنما قد جاء من ذلك الكتاب )
. ولما تجلت هذه الرؤيا ليسوع وعلم أنه نبي مرسل إلى بيت إسرائيل كاشف
مريم أمه بكل ذلك قائلا لها : أنه يترتب عليه احتمال اضطهاد عظيم لمجد الله
وأنه لا يقدر فيما بعد أن يقيم معها ويخدمها . فلما سمعت مريم هذا أجابت :
( يا بني إني نبئت بكل ذلك قبل أن تولد فليتمجد اسم الله القدوس ) . ومن
ذلك اليوم انصرف يسوع عن أمه ليمارس وظيفته النبوية .

الفصل الحادي عشر


ولما نزل يسوع من الجبل ليذهب إلى أورشليم التقى بأبرص علم بإلهام إلهي
أن يسوع نبي ، فتضرع إليه باكيا قائلا : يا يسوع بن داود ارحمني ، فأجاب
يسوع : ماذا تريد أيها الأخ أن أفعل لك ، فأجاب الأبرص : يا سيدي أعطني صحة
، فوبخه يسوع قائلا : إنك لغبي اضرع إلى الله الذي خلقك وهو يعطيك صحة
لأني رجل نظيرك ، فأجاب الأبرص أعلم يا سيدي أنك إنسان ولكنك قدوس الرب
فاضرع إذا إلى الله وهو يعطيني صحة ، فتنهد يسوع وقال : أيها الرب الإله
القدير لأجل محبة أنبيائك الأطهار أبرئ هذا العليل ، ولما قال ذلك لمس
العليل بيديه وقال : باسم الله أيها الأخ ابرأ ، ولما قال ذلك برئ من برصه
حتى أن جسده الأبرص أصبح كجسد طفل ، فلما رأى الأبرص ذلك وعلم أنه قد برئ
صرخ بصوت عال : تعال إلى هنا يا إسرائيل وتقبل النبي الذي بعثه الله إليك ،
فرجاه يسوع قائلا : أيها ألاخ أصمت ولا تقل شيئا ، فلم يزده الرجاء إلا
صراخا قائلا : هاهو ذا النبي هاهو ذا قدوس الله ، فلما سمع هذه الكلمات
كثيرون من الذين كانوا ذاهبين إلى أورشليم رجعوا مسرعين ، ودخلوا أورشليم
مع يسوع وقصوا ما صنع الله للأبرص بواسطة يسوع .

الفصل الثاني عشر


فاضطربت المدينة كلها لهذه الكلمات ، وأسرع الجميع إلى الهيكل ليروا
يسوع الذي دخل إليه ليصلي حتى ضاق بهم المكان ، فتقدم الكهنة إلى يسوع
قائلين : أن هذا الشعب يحب أن يراك ويسمعك فارتقي إذا الدكة وإذا أعطاك
الله كلمة فتكلم بها باسم الرب ، فارتقى يسوع الموضع الذي إعتاد الكتبة
التكلم فيه ، وإذ أشار بيده إيماءا للصمت فتح فاه قائلا : تبارك اسم الله
القدوس الذي من بسرّه ورحمته أراد فخلق خلائقه ليمجدوه ، تبارك اسم الله
القدوس الذي خلق نور جميع القديسين والأنبياء قبل كل الأشياء ليرسله لخلاص
العالم كما تكلم بواسطة عبده داود قائلا : ( قبل كوكب الصبح في ضياء
القديسين خلقتك ) ، تبارك اسم الله القدوس الذي خلق الملائكة ليخدموه ،
وتبارك الله الذي قاص وخذل الشيطان وأتباعه الذين لم يسجدوا لمن أحب الله
يسجد له ، تبارك اسم الله القدوس الذي خلق الإنسان من طين الأرض وجعله قيما
على أعماله ، تبارك اسم الله القدوس الذي طرد الإنسان من الفردوس لأنه عصا
أوامره الطاهرة ، تبارك اسم الله القدوس الذي برحمته نظر بإشفاق إلى دموع
آدم وحواء أبوي الجنس البشري ، تبارك اسم الله القدوس الذي قاص بعدل قايين
قاتل أخيه وأرسل الطوفان على الأرض وأحرق ثلاث مدن شريرة وضرب مصر وأغرق
فرعون في البحر الأحمر وبدد شمل أعداء شعبه وأدب الكفرة وقاص غير التائبين ،
تبارك اسم الله القدوس الذي برحمته أشفق على خلائقه فأرسل إليهم أنبياءه
ليسيروا في الحق والبر أمامه ، الذي أنقذ عبيده من كل شر وأعطاهم هذه الأرض
كما وعد أبانا إبراهيم وابنه إلى الأبد ، ثم أعطانا ناموسه الطاهر على يد
عبده موسى لكي لا يغشنا الشيطان ورفعنا فوق جميع الشعوب ، ولكن أيها الإخوة
ماذا نفعل اليوم لكي لا نجازى على خطايانا ؟ وحينئذ وبخ يسوع الشعب بأشد
عنف لأنهم نسوا كلمة الله وأسلموا أنفسهم للغرور فقط ، ووبخ الكهنة
لإهمالهم خدمة الله ولجشعهم ، ووبخ الكتبه لأنهم علَّموا تعاليم فاسدة
وتركوا شريعة الله ، ووبخ العلماء لأنهم ابطلوا شريعة الله بواسطة تقاليدهم
، وأثر كلام يسوع في الشعب حتى أنهم بكوا جميعهم من صغيرهم إلى كبيرهم
يستصرخون رحمته ويضرعون إلى يسوع لكي يصلي لأجلهم ، ما خلا كهنتهم ورؤساءهم
الذين أضمروا في ذلك اليوم العداء ليسوع لأنه تكلم هكذا ضد الكهنة والكتبة
والعلماء فصمموا على قتله ، ولكنهم لم ينبسوا بكلمة خوفا من الشعب الذي
قبله نبيا من الله ، ورفع يسوع يديه إلى الرب الإله وصلى ، فبكى الشعب
وقالوا ( ليكن كذلك يارب ليكن كذلك ) ، ولما انتهت الصلاة نزل يسوع من
الهيكل وسافر ذلك اليوم من أورشليم مع كثيرين من الذين تبعوه ، وتكلم
الكهنة فيما بينهم بالسوء في يسوع

الفصل الثالث عشر


لما مضت بعض الأيام و كان يسوع عالما بالروح رغبة الكهنة صعد جبل
الزيتون ليصلي ، و بعد أن صرف الليل كله في الصلاة صلى يسوع صلى يسوع في
الصباح قائلا : يا رب إني عالم أن الكهنة يبغضونني ، و الكهنة مصممون على
قتلي أنا عبدك ، لذلك أيها الرب الإله القدير الرحيم إسمع برحمة صلوات عبدك
، و أنقضني من حبائلهم لأنك أنت خلاصي ، و أنت تعلم يارب أني أنا عبدك
إياك أطلب يا رب و كلمتك أتكلم ، لأني كلمتك حقا هي تدوم إلى الأبد ، و لما
أتم يسوع هذه الكلمات إذا بالملاك جبريل قد جاء إليه قائلا: لا تخف يا
يسوع لأني ألف ألف من الذين يسكونون فوق السماء يحرسون ثيابك ، ولا تموت
حتى يكمل كل شيء و يمسي العالم على وشك النهاية، فخر يسوع على وجهه إلى
الأرض قائلا : أيها الإله الرب العظيم ما أعظم رحمتك لي ، و ماذا أعطيك يا
رب مقابل ما أحسنت به إلي ، فأجاب الملاك جبريل أنهض يا يسوع و اذكر
إبراهيم الذي كان يريد أن يقدم ابنه الوحيد إسماعيل ذبيحة الله ليتم كلمات
الله، فلما لم تقوى المدية عل ذبح ابنه قدم عملا بكلمتي كبشا ، فعليك أن
تفعل ذلك يا يسوع خادم الله ، فأجابه يسوع سمعا و طاعة ، و لكن أين أجد
الحمل و ليس معي نقود و لا تجوز سرقته ، فدله إذ ذاك الملاك جبريل على كبش
فقدمه يسوع ذبيحة حامدا و مسبحا لله الممجد إلى الأبد .

الفصل الرابع عشر


ونزل يسوع من الجبل وعبر وحده ليلا إلى الجانب الأقصى من عبر الأردن ،
وصام أربعين يوما وأربعين ليلة لم يأكل شيئا ليلا ولا نهارا ضارعا دوما إلى
الرب لخلاص شعبه الذي أرسله الله إليه ، فلما انقضت الأربعون يوما جاع ،
فظهر له حينئذ الشيطان وجربه بكلمات كثيرة ، ولكن يسوع طرده بقوة كلمات
الله ، فلما انصرف الشيطان جاءت الملائكة وقدمت ليسوع كل ما يحتاج ، أما
يسوع فعاد إلى نواحي أورشليم ووجده الشعب مرة أخرى بفرح عظيم ، ورجاه أن
يمكث معهم لأني كلماته لم تكن ككلمات الكتبة بل كانت قويه لأنه أثرت في
القلب ، فلما رأى يسوع أن الجمهور الذي عاد إلى نفسه ليسلك في شريعة الله
جمهور غفير صعد الجبل ومكث كل الليل بالصلاة ، فلما طلع النهار نزل من
الجبل وأنتخب اثني عشر سماهم رسلا منهم يهوذا الذي صلب ، أما أسماؤهم فهي ،
اندراوس واخوه بطرس الصياد ، وبرنابا الذي كتب هذا مع متى العشار الذي كان
يجلس للجباية ، يوحنا ويعقوب ابنا زبدى ، تداوس ويهوذا ، برتولوماوس
وفيلبس ، يعقوب ويهوذا الاسخريوطي الخائن ، فهؤلاء كاشفهم على الدوام
بالاسرار الإلهية ، أما يهوذا الاسخريوطي فأقامه وكيلا على ما كان يعطى
للصدقات فكان يختلس العشر من كل شيء .

الفصل الخامس عشر


ولما اقترب عيد المظال دعا غني يسوع وتلاميذه وأمه إلى العروس ، فذهب
يسوع ، وبينما هم في الوليمة فرغت الخمر ، فكلمت أم يسوع إياه قائلة : ليس
لهم خمر ، فأجاب يسوع : ما شأني في ذلك يا أماه ؟ فأوصت امه الخدمة أن
يطيعوا يسوع المسيح في كل ما يأمرهم به ، وكانت هناك ستة أجران للماء حسب
عادة إسرائيل ليطهروا أنفسهم للصلاة ، فقال يسوع : املأوا هذه الاجران ماءا
، ففعل الخدمة هكذا ، فقال لهم يسوع : باسم الله اسقوا المدعوين ، فقدم
الخدمة إلى مدبر الحفلة الذي وبخ الاتباع قائلا : أيها الخدمة الاخساء
لماذا ابقيتم الخمر الجيدة حتى الآن ؟ لأنه لم يعرف شيئا مما فعل يسوع ،
فأجاب الخدمة : يوجد هنا رجل قدوس الله لأنه جعل من الماء خمرا ، غير ان
مدبر الحفلة ظن ان الخدمة سكارى ، أما الذين كانوا جالسين بجانب يسوع فلما
رأوا الحقيقة نهضوا عن المائدة واحتفوا به قائلين : حقا انك قدوس الله ونبي
صادق مرسل الينا من الله ، حينئذ آمن به تلاميذه ، وعاد كثيرون إلى أنفسهم
قائلين : الحمد لله الذي أظهر رحمة لإسرائيل وافتقد بيت يهوذا بمحبته
تبارك اسمه الاقدس .

الفصل السادس عشر


وجمع يسوع ذات يوم تلاميذه وصعد إلى الجبل ، فلما جلس هناك دنا منه
التلاميذ ففتح فاه وعلمهم قائلا : عظيمة هي النعم التي أنعم بها الله علينا
فترتب علينا من ثم أن نعبده بإخلاص قلب ، وكما ان الخمر الجديدة توضع في
أوعية جديدة هكذا يترتب عليكم أن تكونوا رجالا جددا إذا إرادة أن تعوا
التعاليم الجديدة التي ستخرج من فمي ، الحق أقول لكم كما أنه لا يتأتى
للإنسان أن ينظر بعينه السماء والأرض معا في وقت واحد فكذلك يستحيل عليه أن
يحب الله والعالم . لا يقدر رجل أبدا أن يخدم سيدين أحدهما عدو للآخرين
لأنه إذا أحبك أحدهما أبغضك الآخر ، فكذلك أقول لكم حقا أنكم لا تقدرون أن
تخدموا الله والعالم ، لأني العالم موضوع في النفاق والجشع والخبث ، لذلك
لا تجدون راحة في العالم بل تجدون بدلا منها اضطهادا أو خسارة ، إذا
فاعبدوا الله واحتقروا العالم ، إذ مني تجدون راحة لنفوسكم ، أصيخوا السمع
لكلامي لأني أكلمكم بالحق ، طوبى للذين ينوحون في هذه الحياة لأنهم يتعزون ،
طوبى للمساكين الذين يعرضون حقا عن ملاذ العالم لأنهم سيتنعمون بملاذ
ملكوت الله ، طوبى للذين يأكلون على مائدة الله لأني الملائكة ستقوم على
خدمتهم ، أنتم مسافرون كسياح ، أيتخذ السائح لنفسه على الطريق قصورا وحقولا
وغيرها من حطام العالم ، كلا ثم كلا ولكنه يحمل أشياء خفيفة ذات فائدة
وجدوى في الطريق ، فليكن هذا مثلا لكم ، وإذا أحببتم مثلا آخر فاني أضربه
لكم لكي تفعلوا كل ما أقوله لكم ، لا تثقلوا قلوبكم بالرغائب العالمية
قائلين من يكسونا او من يطعمنا ، بل انظروا الزهور والأشجار مع الطيور التي
كساها وغذاها الله ربنا بمجد أعظم من كل مجد سليمان ، والله الذي خلقكم
ودعاكم إلى خدمته هو قادر أن يغذيكم ، الذي أنزل المن من السماء على شعبه
إسرائيل في البرية أربعين سنة وحفظ أثوابهم من أن تعتق أو تبلى ، أولئك
الذين كانوا ستمائة وأربعين ألف رجل خلا النساء والأطفال ، الحق أقول لكم
أن السماء والأرض تهنان بيد أن رحمته لاتهن للذين يتقونه ، أغنياء العالم
هم على رخائهم جياع وسيهلكون ، كان غني ازدادت ثروته فقال : ماذا أفعل يا
نفسي ، اني أهدم اهرائي لأنه صغيرة وابني أخرى جديدة أكبر منها فتظفرين
بمناك يا نفسي ، انه لخاسر لأنه في تلك الليلة توفى ، ولقد كان يجب عليه
العطف على المسكين وأن يجعل لنفسه أصدقاء من صدقات أموال الظلم في هذا
العالم لأنهـا تأتي بكنوز في عالم السماء ، وقولوا لي من فضلكم إذا وضعتم
دراهمكم في مصرف عشار فأعطاكم عشرة أضعاف وعشرين ضعفا أفلا تعطون رجلا كهذا
كل مالكم ، ولكن الحق أقول لكم أنكم مهما أعطيتم وتركتم لاجل محبة الله
فستستردونه مئة ضعف مع الحياة الأبدية ، فانظروا إذا كم يجب عليكم ان
تكونوا مسرورين في خدمة الله .

الفصل السابع عشر


ولما قال يسوع ذلك أجاب فيلبس : إننا لراغبون في خدمة الله ولكننا نرغب
أيضا أن نعرف الله ، لأني أشعيا النبي قال ( حقا إنك لإله محتجب ) ، وقال
الله لموسى عبده ( أنا الذي هو أنا ) أجاب يسوع : يا فيلبس إن الله صلاح
بدونه لا صلاح ، إن الله موجود بدونه لاوجود ، إن الله حياة بدونها لا
أحياء ، هو عظيم حتى أنه يملأ الجميع وهو في كل مكان ، هو وحده لا ند له ،
لا بداية ولا نهاية له ولكنه جعل لكل شيء بداية وسيجعل لكل شيء نهاية ، لا
أب و لا أم له ، لا أبناء ولا أخوة ولا عشراء له ، ولما كان ليس لله جسم
فهو لا يأكل ولا ينام ولا يموت ولا يمشي ولا يتحرك ، ولكنه يدوم إلى الأبد
بدون شبيه بشري ، لأنه غير ذي جسد وغير مركب وغير مادي وأبسط البسائط ، وهو
جواد لا يحب إلا الجود ، وهو مقسط حتى إذا هو قاص أو صفح فلا مرد له ،
وبالاختصار أقول لك يا فيلبس أنه لا يمكنك أن تراه وتعرفه على الأرض تمام
المعرفة ، ولكنك ستراه في مملكته إلى الأبد حيث يكون قوام سعادتنا ومجدنا ،
أجاب فيلبس : ماذا تقول يا سيد حقا لقد كتب في أشعيا أن الله أبونا فكيف
لا يكون له بنون ؟ ، أجاب يسوع: إنه في الأنبياء مكتوب أمثال كثيرة لا يجب
أن تأخذها بالحرف بل بالمعنى ، لأني كل الأنبياء البالغين مئة وأربعة
وأربعين ألفا الذين أرسلهم الله إلى العالم قد تكلموا بالمعميات بظلام ،
ولكن سيأتي بعد بهاء كل الأنبياء الأطهار فيشرق نورا على ظلمات سائر ما قال
الأنبياء ، لأنه رسـول الله ولما قال هذا تنهد يسوع وقال : أرأف بإسرائيل
أيها الرب الإله وانظر بشفقة على إبراهيم وعلى ذريته لكي يخدموك بإخلاص قلب
فأجاب تلاميذه : ليكن كذلك أيها الرب الإله ، وقال يسوع : الحق أقول لكم
أن الكتبة والعلماء قد أبطلوا شريعة الله بنبواتهم الكاذبة المخالفة لنبوات
أنبياء الله الصادقين ، لذلك غضب الله على بيت إسرائيل وعلى هذا الجيل
القليل الإيمان ، فبكى تلاميذه لهـذه الكلمات وقالوا : ارحمنا يا الله ترأف
على الهيكل والمدينة المقدسة ولا تدفعها إلى احتقار الأمم لكي لا يحتقروا
عهدك ، فأجاب يسوع: وليكن كذلك أيها الرب إله آبائنا .

الفصل الثامن عشر


وبعد أن قال يسوع هذا قال : لستم أنتم الذين اخترتموني بل أنا اخترتكم
لتكونوا تلاميذي ، فإذا أبغضكم العالم تكونون حقا تلاميذي ، لأني العالم
كان دائما عدو عبيد خدمة الله ، تذكروا الأنبياء والأطهار الذين قتلهم
العالم، كما حدث في أيام ايليا إذ قتلت إيزابل عشرة آلاف نبي حتى بالجهد
نجا ايليا المسكين وسبعة آلاف من أبناء الأنبياء الذين خبأهم رئيس جيش أخاب
، أواه من العالم الفاجر الذي لا يعرف الله ، إذا لا تخافوا أنتم لأني
شعور رؤوسكم محصاة كي لا تهلك ، انظروا العصفور الدوري الطيور الأخرى التي
لا تسقط منها ريشة بدون إرادة الله ، أيعتني الله بالطيور أكثر من اعتنائه
بالإنسان الذي لأجله خلق كل شيء ؟ أيتفق وجود إنسان اشد اعتناءا بحذائه منه
بابنه ، كلا ثم كلا ، أفلا يجب عليكم بالأولى أن تظنوا أن الله لا يهملكم
وهو المعتني بالطيور ، وليكن لماذا أتكلم عن الطيور بل لا تسقط ورقة من
شجرة بدون إرادة الله.

صدقوني لأني أقول لكم الحق أن العالم يرهبكم إذا حفظتم كلامي ، لأنه لو
لم يخشى فضيحة فجوره لما أبغضكم ولكنه يخشى فضيحته ولذلك يبغضكم ويضطهدكم ،
فإذا رأيتم العالم يستهين بكلامكم فلا تحزنوا بل تأملوا كيف أن الله وهو
أعظم منكم قد استهان به أيضا العالم حتى حسبت حكمته جهالة ، فإذا كان الله
يحتمل العالم بصبر فلماذا تحزنون أنتم يا تراب وطين الأرض ، فصبركم تملكون
أنفسكم ، فإذا لطمكم أحد على خد فحولوا له الآخر ليلطمه ، لا تجازوا شرا
بشر لأني ذلك ما تفعله شر الحيوانات كلها ، ولكن جازوا الشر بالخير وصلوا
لله لأجـل الذين يبغضونكم ، النار لا تطفأ بالنار بل بالماء لذلك أقول لكم
لا تغلبوا الشر بالشر بل بالخير ، انظروا الله الذي جعل شمسه تطلع على
الصالحين والطالحين وكذلك المطر ، فكذلك يجب عليكم أن تفعلوا خيرا مع
الجميع لأنه مكتوب في الناموس كونوا قديسين لأني أنا إلهكم قدوس كونوا
أنقياء لأني أنا نقي وكونوا كاملين لأني أنا كامـل ، الحق أقول لكم أن
الخادم يحاول إرضاء سيده ، وأثوابكم هي إرادة ومحبتكم ، احذروا إذا من أن
تريدوا أو تحبوا شيئا غير مرضي من الله ربنا ، أيقنوا أن الله يبغض بهرجة
وشهوات العالم لذلك أبغضوا أنتم العالم

الفصل التاسع عشر


ولما قال يسوع ذلك أجاب بطرس : يا معلم لقد تركنا كل شيء لنتبعك فما
مصيرنا ؟ أجاب يسوع : أنكم لتجلسون يوم الدينونة بجانبي لتشهدوا على أسباط
إسرائيل الاثني عشر ، ولما قال يسوع ذلك تنهد قائلا : يارب ما هذا ؟ إني قد
اخترت اثني عشر فكان واحد منهم شيطانا ، فحزن التلاميذ جدا لهذه الكلمة ،
فعند ذلك سأل الذي يكتب يسوع سرا بدموع قائلا : يا سيد أيخدعني الشيطان وهل
أكون منبوذا ، فأجاب يسوع : لا تأسف يا برنابا لأني الذين أختارهم الله
قبل خلق العالم لا يهلكون تهلل لأني اسمك مكتوب في سفر الحياة ، وعزى يسوع
تلاميذه قائلا : لا تخافوا لأني الذي سيبغضني لا يحزن لكلامي لأنه ليس فيه
الشعور الإلهي ، فتعزى المختارون بكلامه ، وأدى يسوع صلواته ، وقال
التلاميذ : آمين ليكن هكذا أيها الرب الإله القدير الرحيم ، ولما انتهى
يسوع من العبادة نزل من الجبل مع تلاميذه ، والتقى بعشرة برص صرخوا من
بعيد : يا يسوع ابن داود ارحمنا ، فدعاهم يسوع إلى قربه وقال لهم : ماذا
تريدون مني أيها الأخوة ؟ فصرخوا جميعهم : أعطنا صحة ، أجاب يسوع : أيها
الأغبياء أفقدتم عقلكم حتى تقولوا : أعطنا صحة ، ألا ترون أني إنسان نظيركم
؟ ادعوا إلهنا الذي خلقكم وهو القدير الرحيم يشفكم ، فأجاب البرص بدموع :
إننا نعلم أنك إنسان نظيرنا ، ولكنك قدوس الله ونبي الرب فصلي لله يشفينا،
فتضرع الرسل إلى يسوع قائلين يا معلم أرحمهم ، حينئذ أنّ يسوع وصلى قائلا :
أيها الرب الإله القدير الرحيم ، أرحم واصخ السمع إلى كلمات عبدك أرحم
رجـاء هؤلاء الرجال ، وامنحهم صحة لأجل محبة إبراهيم أبينا وعهدك المقدس ،
إذ قال يسوع ذلك تحول إلى البرص وقال: اذهبوا وأروا أنفسكم للكهنة بحسب
شريعة الله ، فانصرف البرص وبرئوا على الطريق ، فلما رأى أحدهم أنه برئ عاد
ينشد يسوع ، وكان إسماعيليا، وإذ وجد يسوع انحنى احترامـا له قائلا : أنك
حقا قدوس الله ، وتضرع إليه بشكر لكي يقبله خادما ، أجاب يسوع : قد برئ
عشرة فأين التسعة ؟ وقال للذي برئ : إني ما أتيت لأُخدَم بل لأخدِم ، فاذهب
إذا إلى بيتك ، واذكر ما أعظم ما فعل الله بك لكي يعلموا أن الوعود
الموعود بها إبراهيم وابنه مع ملكوت الله آخذة في الاقتراب ، فانصرف الأبرص
المبرأ ولما بلغ جيرة حية قص ما صنع الله به بواسطة يسوع .

الفصل العشرين


و ذهب يسوع إلى بحر الجليل و نزل في المركب مسافرا إلى الناصرة مدينته ،
فحدث نؤ عظيم في البحر حتى اشرف المركب على الغرق ، و كان يسوع نائما في
مقدمة المركب ، فدنا منه تلاميذه و أيقظوه قائلين : يا سيد خلص نفسك فإننا
هالكون ، و أحاط بهم خوف عظيم بسبب الريح الشديدة التي كانت مضادة و عجيج
البحر ، فنهض يسوع و رفع عينيه نحو السماء و قال : يا ألوهيم الصباؤت ارحم
عبيدك ، و لما قال يسوع هذا سكنت الريح حالا و هدأ البحر ، فجزع النوتية
قائلين : و من هو هذا حتى أن البحر و الريح يطيعانه ، و لما بلغ مدينة
الناصرة أذاع النوتية في المدينة كل ما فعله يسوع ، فمثل بين يديه الكتبة و
العلماء و قالوا : لقد سمعنا كم فعلت في البحر و اليهودية فأتنا إذا بآية
من الآيات هنا في وطنك ، فأجاب يسوع : يطلب هذا الجيل العديم الإيمان آية و
لكن لأني تعطى لأنه لا يقبل نبي في وطنه و لقد كانت في زمن إيليا أرامل
كثيرات في يهودية و لكنه لم يرسل ليقاتل إلا إلى أرملة صيدا ، و لكن البرص
في زمن اليشع في يهودية كثيرين و لكن لم يبرأ إلى نعمان السرياني ، فحنق
أهل المدينة و أمسكوه و احتملوه إلى شفا جرف ليرموه و لكن يسوع مشى في
وسطهم و انصرف عنهم . الفصل الحادي و العشرون صعد يسوع إلى كفر ناحوم و دنا
من المدينة ، و إذا بشخص خرج من بين القبور كان شيطان تمكن منه حتى لم تقو
سلسلة على إمساكه فألحق بالناس ضررا كثيرا ، فصرخت الشياطين من فيه
قائلة : يا قدوس الله لماذا جئت قبل الوقت لتزعجنا ، و تضرعوا إليه ألا
يخرجهم، فسألهم يسوع كم عددكم، فأجابوا: ستة آلاف و ستمائة و ستة و ستون،
فلما سمع التلاميذ هذا ارتاعوا و تضرعوا إلى يسوع أن ينصرف، حينئذ أجاب
يسوع، أين إيمانكم ؟ يجب عل الشيطان أن ينصر ف لا أنا ، فحينئذ صرخت
الشياطين قائلة : إننا نخرج و لكن اسمح لأني أن ندخل نلك الخنازير ، و كان
يرعى هناك بجانب البحر نحو عشرة آلاف خنزير للكنعانيين ، فقال يسوع :
أخرجوا و ادخلوا في الخنازير ، فدخلت الشياطين الخنازير بجئير و قذفت بها
إلى البحر ، حينئذ هرب إلى المدينة رعاة الخنازير و قصوا كل ما جرى على يد
يسوع ، فخرج من ثم رجال المدينة فوجدوا يسوع و الرجل الذي شفي ، فارتاح
الرجال و ضرعوا إلى يسوع أن ينصرف عن تخومهم ، فانصرف من ثم عنهم و صعد إلى
نواحي صور و صيدا ، و إذا بامرأة من كنعان مع ابنيها قد جاءت من بلادها
يسوع ، فلما رأته آتيا مع تلاميذه صرخت : يا يسوع ابن داود ارحم ابنتي التي
يعذبها الشيطان ، فلم يجب يسوع بكلمة واحدة لأنهم كانوا من غير أهل الختان
، فتحنن التلاميذ و قالوا : يا معلم تحنن عليهم انظر ما أشد صراخهم و
عويلهم ، فأجاب يسوع : إني لم أرسل إلا إلى شعب إسرائيل ، فتقدمت المرأة و
ابنها إلى يسوع معولة قائلة : يا يسوع بن داود ارحمني ، أجاب يسوع لا يحسن
أن يأخذ الخبز من أيدي الأطفال و يطرح للكلاب ، و إنما قال يسوع هذا
لنجاستهم لأنهم كانوا من غير أهل الختان ، فأجابت المرأة : يا رب إن الكلاب
تأكل الفتات الذي يسقط من مائدة أصحابها ، حينئذ أنذهل يسوع من كلام
المرأة و قال : أيتها المرأة إن إيمانك لعظيم ، ثم رفع يديه إلى السماء و
صلى لله ثم قال : أيتها المرأة قد حررت ابنتك فاذهبي في طريقك بسلام ،
فانصرفت المرأة و لما عادت إلى بيتها وجدت ابنتها التي تسبح الله ،لذلك
قالت المرأة : حقا لا إله إلا إله إسرائيل ، فأنظم من ثم أقرباؤها إلى
الشريعة عملا بالشريعة المسطورة في كتاب موسى. الفصل الثاني و العشرون فسأل
التلاميذ يسوع في ذلك النهار قائلين : يا معلم لماذا أجبت المرأة بهذا
الجواب قائلا أنهم كلاب ، أجاب يسوع : الحق أقول لكم أن الكلب أفضل من
الرجل الغير مختون ، فحزن التلاميذ قائلين : إن هذا كلام ثقيل و من يقوى
على قبوله ، أجاب يسوع : إذا لاحظتم أيها الجهال ما يفعل الكلب الذي لا عقل
له لخدمة صاحبه علمتم أن كلامي صادق ، فقولوا لي أيحرس الكلب بيت صاحبه و
يعرض نفسه للص ؟ نعم و لكن ما جزاؤه ؟ ضرب كثير و أذى مع قليل من الخبز و
هو يظهر لصاحبه وجها مسرورا أصحيح هذا ؟ فأجاب التلاميذ: إنه لصحيح يا معلم
، حينئذ قال يسوع : تأملوا إذا ما أعظم ما وهب الله الإنسان فتروا إذا ما
أكفره لعدم وفائه بعهد الله مع عبده إبراهيم ، اذكروا ما قال داود لشاول
ملك إسرائيل ضد جليلت الفلسطيني ، قال داود ( يا سيدي بينما كان يرعى عبدك
قطيعه جاء ذئب و دب و أسد و انقضت على غنم عبدك ، فجاء عبدك و قتلها و أنقذ
الغنم ، و ما هذا الأغلف إلا كواحد منها ، لذلك يذهب عبدك باسم الرب إله
إسرائيل و يقتل هذا النجس الذي يجدف على شعب الله الطاهر ) ، حينئذ قال
التلاميذ: قل لأني يا معلم لأي سبب يجب على الإنسان الختان ؟ فأجاب يسوع:
يكفيكم أن الله أمر به إبراهيم قائلا : ( يا إبراهيم اقطع غزلتك و غزلة كل
بيتك لأني هذا عهد بيني و بينك إلى الأبد ) .

الفصل الثالث و العشرون


و لما قال ذلك يسوع جلس قريبا من الجبل الذي كانوا يشرفون عليه ، فجاء
تلاميذه إلى جانبه ليصغوا إلى كلامه ، حينئذ قال يسوع : انه لما أكل آدم
الإنسان الأول الطعام الذي نهاه الله عنه في الفردوس مخدوعا من الشيطان عصى
جسده الروح ، فأقسم قائلا : ( تالله لأقطعنك ) ، فكسر شظية من صخر و أمسك
جسده ليقطعه بحد الشظية ، فوبخه الملاك جبريل على ذلك ، فأجاب ( لقد أقسمت
بالله أن أقطعه فلا أكون حانثا ) ، حينئذ أراه الملاك زائدة جسده فقطعها ،
فكما أن جسد كل إنسان من جسد آدم وجب عليه أن يراعي كل عهد اقسم آدم ليقومن
به ، و حافظ آدم على فعل ذلك في أولاده ، فتسلسلت سنة الختان من جيل إلى
جيل ، إلا أنه لم يكن في زمن إبراهيم سوى النزر القليل من المختونين على
الأرض ، لأني عبادة الأوثان تكاثرت على الأرض ، و عليه فقد اخبر الله
إبراهيم بحقيقة الختان ، و أثبت هذا العهد قائلا : ( النفس التي لا تختن
جسدها إياها أبدد من بين شعبي إلى الأبد ) ، فأرتجف التلاميذ خوفا من كلمات
يسوع لأنه تكلم باحتدام الروح ، ثم قال يسوع : دعوا الخوف للذي لم يقطع
غزلته لأنه محروم من الفردوس ، و إذا قال هذا تكلم يسوع أيضا قائلا : إن
الروح في كثيرين نشيط في خدمة الله أما الجسد فضعيف ، فيجب على من يخاف
الله أن يتأمل ما هو الجسد و أين كان أصله و أين مصيره ، من طين الأرض خلق
الله الجسد ، و فيه نفخ نسمة الحياة بنفخة فيه ، فمتى اعترض الجسد خدمة
الله يجب أن يمتهن و يداس كالطين ، لأني من يبتغض نفسه في هذا العالم يجدها
في الحياة الأبدية ، أما ماهية الجسد الآن فواضح من رغائبه أنه العدو
الألد لكل صلاح فانه وحده يتوق إلى الخطيئة ، أيجب إذا على الإنسان مرضاة
الله خالقه ، تأملوا هذا عن كل القديسين و الأنبياء كانوا أعداء جسدهم
لخدمة الله ، لذلك جروا بطيب خاطر إلى حتفهم ، لكي لا يتعدوا شريعة الله
المعطاة لموسى عبده و يخدموا الإلهة الباطلة الكاذبة ، اذكروا إيليا الذي
هرب جائبا قفار الجبال مقتاتا بالعشب و مرتديا جلد المعز ، واواه كم من يوم
لم يأكل ، اواه ما أشد البرد الذي احتمله ، اواه كم من شؤبوب بلله ، و لقد
عانى مدة سبع سنين شظف اضطهاد تلك المرآة النجسة إيزابيل ، اذكروا إليشع
الذي أكل خبز الشعير و لبس أخشن الأثواب ، الحق أقول لكم إنهم إذ لم يخشوا
أن يمتهنوا الجسد روعوا الملوك و الرؤساء و كفى بهذا امتهانا للجسد أيها
القوم ، و إذا نظرتم إلى القبور تعلمون ما هو الجسد .







الفصل الرابع و العشرون


لما قال يسوع ذلك بكى قائلا: الويل للذين هم خدمة أجسادهم ، لأنهم حقا
لا ينالون خيرا في الحياة الأخرى بل عذابا لخطاياهم ، أقول لكم أنه كان نهم
غني لم يهمه سوى النهم ، و كان يولم وليمة عظيمة كل يوم ، و كان واقفا على
بابه فقير يدعى لعازر و هو ممتلئ قروحا يشتهي أن يشبع من الفتات الساقط من
مائدة النهم ، و لكن لم يعطه أحد إياه بل سخر به الجميع ، و لم يتحنن عليه
إلى الكلاب لإنه كانت تلحس قروحه ، و حدث أن مات الفقير و احتملته
الملائكة إلى ذراعي إبراهيم أبانا ، و مات الغني و احتملته الشياطين إلى
ذراعي إبليس حيث عانى أشد العذاب ، فرفع عينيه و رأى لعازر من بعيد على
ذراعي أبراهيم ، فصرخ حينئذ الغني : ( يا أبتاه إبراهيم ارحمني و ابعث
لعازر ليحمل لي على أطراف بنانه قطرة ماء تبرد لساني الذي يعذب في هذا
اللهيب ) ، فأجاب إبراهيم Sad يا بني اذكر انك استوفيت طيباتك في حياتك و
لعازر البلايا ، لذلك أنت الآن في الشقاء و هو في العزاء ) ، فصرخ الغني
أيضا : ( يا أبتاه إبراهيم إن لي في بيت أبي ثلاثة أخوة فأرسل إذا لعازر
ليخبرهم بما أعانيه لكي يتوبوا و لا يأتوا إلى هنا ) ، فأجاب إبراهيم : (
عندهم موسى و الأنبياء فليسمعوا منهم ) ، أجاب الغني : ( كلا يا أبتاه
إبراهيم بل إذا قام واحد من الأموات يصدقون ) ، فأجاب إبراهيم: (إن من لا
يصدق موسى و الأنبياء لا يصدق الأموات ولو قاموا ) ، و قال يسوع : ( انظروا
أليس الفقراء الصابرون مباركين الذين يشتهون ما هو ضروري فقط كارهين الجسد
،ما أشقى الذين يحملون للدف ليعطوا أجسادهم طعاما للدود و لا يتعلمون الحق
، بل هم بعيدون عن ذلك بعدا عظيما حتى إنهم يعيشون هنا كأنهم خالدون ،
لأنهم يبنون بيوتا كبيرة و يشترون أملاكا كثيرة و يعيشون في كبرياء ).

الفصل الخامس و العشرون


حينئذ قال الكاتب: يا معلم إن كلامك لحق و لذلك قد تركنا كل شيء لنتبعك،
فقل لأني إذا كيف يجب علينا أن نبغض جسدنا، الانتحار غير جائز و لما كنا
أحياء و جب علينا أن تنقيته، أجاب يسوع: أحفظ جسدك كفرس تغش في أمن ، لأني
القوت يعطي للفرش بالمكيال و الشغل بلا قياس ، و يوضع اللجام في فيه ليسير
بحسب إرادة ، و يربط لكي لا يزعج أحدا و يحبس في مكان حقير و يضرب إذا عصى ،
فهكذا افعل أنت يا برنابا تعيش دوما مع الله ، و لا يغيظنك كلامي لأني
داود النبي فعل هذا الشيء نفسه كما يعترف قائلا : ( إني كفرس عندك و إني
دائما معك ) ، ألا قل لي أيهما أفقر ؟ الذي يقتنع بالقليل أم الذي يشتهي
الكثير ؟ ، الحق أقول لكم لو كان للعالم عقل سليم لم يجمع أحد شيئا لنفسه ،
بل كان كل شيء شركة ، و لكن بهذا يعلم جنونه أنه كلما جمع زاد رغبة ، و أن
ما يجمعه فإنما يجمعه لراحة الآخرين الجسدية ، فليكفكم إذا ثوب واحد ، و
أرموا كيسكم ، لا تحملوا مزودا و لا حذاء في أرجلكم ، و لا تفكروا قائلين :
( مادا يحدث لأني ) بل فكروا أن تفعلوا إرادة الله ، و هو يقدم لكم حاجتكم
حتى لا تكونوا في حاجة إلى شيء ، الحق أقول لكم إن الجمع كثيرا في هذه
الحياة يكون شهادة أكيدة على عدم وجود شيء يؤخذ في الحياة الأخرى ، لأني من
كانت أورشليم وطنا له لا يبني بيوتا في السامرة ، لأنه يوجد عداوة بين
المدينتين ، أتفقهون ؟ فأجاب التلاميذ ( بلى). ا

لفصل السادس و العشرون


ثم قال يسوع: كان رجل على سفر و بينما كان سائرا وجد كنزا في حقل معروض للبيع بخمسة قطع من النقود هم، فلما علم الرجل ذلك ذهب توا و باع رداءه ليشتري ذلك الحقل فهل يصدق ذلك؟ فأجاب التلاميذ: أن من لا يصدق هذا فهو مجنون ، فقال عندئذ يسوع : أنكم تكونون مجانين إذا كنتم لا تعطون حواسكم الله لتشتروا نفسكم حيث يستقر كنز المحبة ، لأني المحبة كنز لا نظير له ،
لأني من يحب الله كان الله له ، ومن كان الله له كان له كل شيء ، أجاب بطرس: قل لأني يا معلم كيف يجب على الإنسان أن يحب الله محبة خالصة ، فأجاب يسوع: الحق أقول لكم أن من لا يبغض أباه و لا أمه و حياته و أولاده و امرأته لأجل محبة الله فمثل هذا ليس أهلا أن يحبه الله ، أجاب بطرس: يا معلم لقد كتب في ناموس الله في كتاب موسى ( أكرم أباك لتعيش طويلا على
الأرض ) ، ثم يقول أيضا ( ليكن ملعونا الابن الذي لا يطيع أباه و أمه ) ، ولذلك أمر الله بأن يرجم مثل هذا الابن العقوق أمام باب المدينة وجوبا بغضب الشعب ، فكيف تأمرنا أن نبغض أبانا و أمنا ؟ أجاب يسوع: كل كلمة من كلماتي صادقة ، لأنه ليست مني بل من الله الذي أرسلني إلى بيت إسرائيل ، لذلك أقول لكم إن كل ما عندكم قد أنعم الله به عليكم ، فأي الأمرين أعظم قيمة ؟
العطية أم المعطي؟، فمتى كان أبوك و أمك أو غيرهما عثرة لك في خدمة الله فانبذهم كأنهم أعداء، ألم يقل الله لإبراهيم: ( اخرج من بيت أبيك و أهلك و تعال اسكن في الأرض التي أعطيها لك و لنسلك )، و لماذا قال الله ذلك ؟ ، أليس لأني أبا إبراهيم كان صانع تماثيل يصنع و يعبد آلهة كاذبة؟ و لذلك بلغ العداء بينهما حدا أراد معه الأب أن يحرق ابنه، أجاب بطرس: إن كلماتك
صادقة، و إني أضرع إليك أن تقص علينا كيف سخر إبراهيم من أبيه؟ ، أجاب يسوع: كان إبراهيم ابن سبع سنين لما ابتدأ يطلب الله ، فقال يوما لأبيه : (يا أبتاه من صنع الإنسان؟) أجاب الوالد الغبي : ( الإنسان ، لأني صنعتك و أبي صنعني ) ، فأجاب إبراهيم : ( يا أبي ليس الأمر كذلك ، لأني سمعت شيخا ينتحب و يقول: (( يا إلهي لماذا لم تعطني أولادا)). أجاب أبوه : حقا يا بني
الله يساعد الإنسان ليصنع إنسانا و لكنه لا يضع يده فيه، فلا يلزم الإنسانإلا أن يتقدم و يضرع إلى إلهه و يقدم حملانا و غنما . يساعده إلهه)، أجاب إبراهيم: ( كم إلها هنالك يا أبي؟) ، أجاب الشيخ: (لا عدد لهم يا بني)، فحينئذ أجاب إبراهيم : ( ماذا أفعل يا أبي إذا خدمت إلها و أراد بي الأخر شرا لأني لا أخدمه؟ ، و مهما يكن من الأمر فإنه يصل شقاق و يقع الخصام بين الآلهة و لكن إذا قتل الإله الذي يريد بي شرا إلهي فماذا أفعل ؟ ؟، من المؤكد أنه يقتلني أنا أيضا؟) ، فأجاب الشيخ ضاحكا: ( لا تخف يا بني لأنه لا يخاصم إله إلها ، كلا فإن في الهيكل الكبير الوفاء من الآلهة مع الإله
الكبير بعل ، و قد بلغت الآن من العمر سبعين سنة من العمر و مع ذلك فاني لم أر إلها ضرب إلها آخرا ومن المؤكد إن الناس كلهم لا يعبدون إلها واحدا ، بل يعبد واحدا إلها و آخر آخر ) ، أجاب إبراهيم : ( فإذا يوجد وفاق بينهم؟) ، أجاب أبوه (نعم يوجد) ، فقال حينئذ إبراهيم : ( يا أبي أي شيء تشبه الآلهة ؟) و أجاب الشيخ : ( يا غبي إني كل يوم اصنع إلها أبيعه لآخرين لأشتري خبزا و أنت لا تعلم كيف تكون الآلهة) ، و كان في تلك الدقيقة يصنع تمثالا فقال( هذا من أخشب النخل و ذاك من الزيتون و ذلك التمثال الصغير من العاج ، انظر ما أجمله ألا يظهر كأنه حي ، حقا لا يعوزه إلا نفس ) ، أجاب إبراهيم: ( إذا يا أبي ليس للآلهة نفس فكيف يهبون الأنفاس؟ و لما لم تكن لهم حياة فكيف يعطون إذا حياة فمن المؤكد يا أبي أنت هؤلاء ليسوا هم الله؟) ، فحنق الشيخ لهذا الكلام قائلا: ( لو كنت بالغا من العمر ما تتمكن من الإدراك لشجبت رأسك بهذه الفأس ، و لكن اصمت إذ ليس لك إدراك ) ، أجاب إبراهيم: ( يا أبي إن كانت الآلهة تساعد على صنع الإنسان فكيف يتأتى لإنسان أن يصنع الآلهة ؟ ، و إذا كانت الآلهة مصنوعة من خشب فان إحراق الخشب خطيئة كبرى ، و لكن قل لي يا أبت كيف و أنت قد صنعت آلهة هذا عديدها لم تساعدك الآلهة لتصنع أولادا كثيرين فتصير أقوى رجل في العالم؟) ، فحنق الأب لما سمع ابنه يتكلم هكذا ، فأكمل الابن قائلا: ( يا أبت هل وجد العالم حينا من الدهر بدون بشر ؟ ) أجاب الشيخ: (نعم و لماذا؟) ، قال إبراهيم : ( لأني أحب أن أعرف من صنع الإله الأول) فقال الشيخ : ( أنصرف الآن من بيتي ودعني أصنع هذه الإله سريعا و تكلمني كلاما ، فمتى كنت جائعا فإنك تشتهي خبزا لا كلاما ) ، فقال إبراهيم : ( إنه لإله عظيم فإنك تقطعه كما تريد و هو لا يدافع عن نفسه ) فغضب الشيخ و قال : ( إن العالم بأسره يقول إنه إله وأنت أيها الغلام الغبي تقول كلا؟ فو آلهتي لو كنت رجلا لقتلتك)، و لما قال ذلك ضرب إبراهيم و رفسه و طرده من البيت.

الفصل السابع و العشرون


فضحك التلاميذ من حمق الشيخ ووقفوا منذهلين من فطنة إبراهيم ، و لكن يسوع وبخهم قائلا: لقد نسيتم كلام النبي القائل: (الضحك العاجل نذير البكاء الآجل) ، و أيضا(لا تذهب إلى حيث الضحك بل اجلس حيث ينوحون، لأني هذه الحياة تنقضي في الشقاء)، ثم قال يسوع : ألا تعلمون أن الله في زمن موسى مسخ أناسا كثيرين في مصر حيوانات مخوفة ، لأنهم ضحكوا و استهزؤوا بالآخرين ،
احذروا من أن تضحكوا من أحد ما لأنكم بكاءا تبكون بسببه ، فأجاب التلاميذ : أننا ضحكنا
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://www.facebook.com/AnwarAlyaqeenInstitutyForComputer http://twitter.com/#!/zuhayr2009 https://www.youtube.com/user/MrZuhayr2009 http://anwaralyaqeen.org
GeeGee
نائب المدير العام
نائب المدير العام
GeeGee


الدولة : مصر
انجيل برنابا ج1 Jb12915568671

انجيل برنابا ج1 Ouoooo10

انجيل برنابا ج1 1341295289734
youtube لمشاركة ملفات الفيديو مع موقع youtube
رقم العضوية : 61
عدد المساهمات : 116
تاريخ التسجيل : 08/12/2012
العمر : 34

انجيل برنابا ج1 Empty
مُساهمةموضوع: رد: انجيل برنابا ج1   انجيل برنابا ج1 Emptyالأربعاء ديسمبر 19, 2012 11:06 pm

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]


مسائكم /صباحكم ...مفعم بعبير الورد الجوري
كم يسعدني ويشرفني ان اضع بصمتي على صفحاتكم التي تزهو بالجمال والروعه


فلقد توعدت منكم على كل ماهو ممتع ومفيد ومميز
دمتم مبديعن مضيئين سماء منتدانا الغالي
بانتظار كل ما هو جديد ومميز
الى ذلك الوقت
تقبلو مني
اجمل
وارق
التحايا
GeeGee



[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://www.facebook.com/AnwarAlyaqeenInstitutyForComputer http://<a href="http://twitter.com/share" class="twitter-share-button" data-count="none" data-via="zuhayr2009">Tweet</a><script type="text/javascript" src="http://platform.twitter.com/widgets.js"></script> https://www.youtube.com/user/MrZuhayr2009
زهير الفتال
Admin
Admin
زهير الفتال


الدولة : العراق
انجيل برنابا ج1 Jb12915568671

انجيل برنابا ج1 3cc6u-10
رقم العضوية : 1
عدد المساهمات : 819
تاريخ التسجيل : 08/07/2009
العمر : 62

انجيل برنابا ج1 Empty
مُساهمةموضوع: رد: انجيل برنابا ج1   انجيل برنابا ج1 Emptyالخميس ديسمبر 20, 2012 10:26 am

اشكر لك تواجدك الدائم في صفحاتي
وجودك يمنح الصفحات بريقا وزهوا
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://www.facebook.com/AnwarAlyaqeenInstitutyForComputer http://twitter.com/#!/zuhayr2009 https://www.youtube.com/user/MrZuhayr2009 http://anwaralyaqeen.org
 
انجيل برنابا ج1
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» انجيل برنابا ج2

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
معهد أنوار اليقين للحاسبات :: الإسلاميات :: معلومات فقهية-
انتقل الى: