هـــذي خيـــولُكَ ما يـــــــزالُ أَصيلُها | ***** | يُحيي المشاعرَ رَكْضُها وصهيلُها |
تجري فتــــــنقدحُ الحَصَــــا من لهفةٍ | | وتُسَرُّ من أرضِ الوفـــاءِ حُقولُها |
تُشجي حـوافــرُها الترابَ وتَنتشــــي | | أرضُ الإباءِ، جبالُها وســـــهولُها |
هذي خيــــولُكَ طابَ فيـــكَ مُقامُــــها | | وإلى البطولــــةِ طابَ منكَ رَحيلُها |
فغـــدُوُّها وروَاحُــــها نحـــــــو العُلا | | يتســــابقانِ ، ورَكْضُها تَرْفيـــــلُها |
أنتَ الـــذي رَوَّضْتَــــــــها وهْيَ التي | | يهفو إليــــكَ صعودُها ونُزولُـــــها |
أولســـتَ (حَيْــــدَرَةَ) البُطولــةِ يلتقي | | في راحتَيْـــــكَ مَبيتُها ومَقِيـــلُها ؟ |
لــو زُوِّجَــــتْ رُوحُ البُطولــةِ لانْبَرى | | صوتُ الإباءِ ، يقولُ : أنتَ حَليلُها |
أَلْبَسْتَ شَــــرْخَ صِبـاكَ ثوبَ عقيـــدةٍ | | لمَّا أضــــاءَ لكَ الدُّجَى قنديــــــلُها |
يا ابنَ الأكــــارمِ يا ابنَ أُمَّتِـــنا التي | | وَرِثَ النُّبـــوَّهَّ والكتابَ رســـــولُها |
يا مَنْ حَمَيْـــتَ على الفراشِ مكـانَهُ | | والجاهليَّـــــةُ يســـتبدُّ جَهُولُــــــها |
نثرَ الترابَ على الرؤوسِ مُهاجـــراً | | واللَّيْـــــلَةُ اللَّيْـــــلاءُ يَنْعَسُ فِيــلُها |
كنـــتَ الفدائـــيَّ الذي ابتهجتْ بـــــهِ | | سُــــحُبُ الوفاءِ وسحَّ فيهِ هَطولُها |
أدَّيْـــتَ عنْ خيـــرِ العبــــــادِ أمانـــةً | | تمَّـــتْ مقــاصدُها وخـــــفَّ ثقيـلُها |
ومضيــتَ مرفـــوعَ الجبينِ مهاجراً | | يحلــــو لنفســــكَ في الإلهِ رَحيلُها
|
تمشــي على قدمَيْـكَ مِشْيَةَ فــارسٍ
| | لمْ يَثْنِهِ وَعْـــرُ الطريــــقِ وطُولُها
|
آخـــاكَ في الإســــلامِ أفضلُ مُرْسَلٍ | | نعــمَ الأُخُــــوَّةُ لا يُــــرامُ مَثيـــــلُها
|
مِنْ أيـــنَ أبــدأُ - يا عليُّ - حكايتي
| | إني لأخشى أنْ تطـــولَ فصــولُــها |
قــد تخــذلُ الأفكــــــارُ طالبَ وُدِّهـــا | | ويخـــــونُ ورقاءَ الغصونِ هَديلُها |
كــالنــــاقةِ الكَوْماءِ تمنَعُ حالبــــــــاً | | من حَلْبِــــها ، لمَّا يَغيبُ فَصيــــلُها |
مَن أنتَ؟ قالَ المجــدُ لي مُتَعَجِّبـــــــاً | | هذا (أبو السِّبْطَيْنِ) كيفَ تقولُــها؟ |
هــذا ابــنُ عــمِّ المصطفى ووليُّـــــهُ | | هُوَ زوجُ فـــاطمةِ التُّقى وحَليـــلُها |
هذا فتَى الحَرْبِ الضَّروسِ إذا رَمَى | | بالقــوسِ فيها استَرْحَمَتْهُ فُلُولُـــها |
لا سيفَ إلا ذو الفقارِ ولا فَتَى | | إلاَّ عليٌّ شَهْمُها ونَبيلُها |
يا حاملَ الرَّاياتِ في حَوْمِ الوَغى | | لما تُدَقُّ منَ الحروبِ طُبولُها |
بارَزْتَ في الأحزابِ (عَمْراً) فانتهى | | وبقيتَ أنتَ تُقِيمُها وتُمِيلُها |
ولقيتَ (مَرْحَبَ) والسُّيوفُ شواخِصٌ | | نحوَ الرِّقابِ، فلم يَرُعْكَ صَليلُها |
جَنْدَلْتَ فارسَ قومِهِ فتناعبَتْ | | غِرْبانُ خَيْبَتهِ وصوَّتَ غُولُها |
في بابِ خَيْبرَ قصَّةٌ مشهودةٌ | | يُشْفَى بها للمكرُماتِ غَليلُها |
يا ابنَ الأكارمِ يا أبا السِّبْطَينِ، هلْ | | وافاكَ منْ أخبارِنَا تَفصيلُها؟ |
أوَّاهُ لوْ تدري بفُرْقةِ أمَّةٍ | | لوْ كُنْتَ فيها لانْبرَيْتَ تُزيلُها |
ماذا أقولُ - أبا الحسينِ - وأمتي | | يحتلُّ منزلةَ العزيزِ ذَليلُها |
أتُراكَ ترضى أنْ ترى أبناءَها | | شتَّى وأنْ يرعى الجياعَ بخيلُها |
يا ابنَ الأكـــارمِ يا أبا الحَسَنِ الذي | | زالـتْ به فِتَـــنٌ وجَـــفَّ مَسِـــــيلُها |
أنَّى تقومُ أمامَ عِلْمِكَ بِدْعَةٌ | | أنَّى يَصِحُّ إذا نَظَرتَ عليلُها |
أوَلستَ بابَ مدينةِ العلمِ التي | | يَهدي إلى الحقِّ المُبينِ سبيلُها |
أَوَلمْ تقوِّضْ ما ادَّعَتْ سَبئيَّةٌ | | لما تناهتْ في الضلالِ عقولُها؟ |
أنتَ الذي أَلْجَمْتَ ناطقَ وَهْمِها | | وَطَردْتَ داعيَهَا وَفَرَّ قَبِيلُها |
أوَلمْ تَكُنْ لكَ في القضاءِ فِراسةٌ | | في كلِّ مُعْضِلةٍ لديكَ حُلولُها؟ |
أولستَ منْ جيلِ الصحابةِ، دُونَكُم | | أَعْيا ركابَ الواهمينَ وصولُها؟ |
سقطتْ دعاوى المرجفينَ أمامكم | | وجنى على أخلاقِهِمْ تهويلُها |
أوَما تربَّيْتُم على سَنَنِ الهُدَى | | في آي قرانٍ صَفَا ترتيلُها؟ |
سرتُمْ على النَّهْجِ القويمِ، فيا لَها | | من عِزَّةٍ، فيكم تُجَرُّ ذُيولُها |
للَّهِ دَرُّ الجيلِ رَمْزَ فضيلةٍ | | شهدَتْ بها في العالَمينَ عُدُولُها |
أصحابُ خيرِ النَّاسِ، أَنْجُمُ أُمتي | | خيرُ القرونِ، وخيرُ جيلٍ جيلُها |
بَشَرٌ لهمْ أخطاؤُهُمْ وصوابُهُمْ | | لكنَّ همَّتَهُمْ يَعزُّ مَثيلُها |
ربَّاهمُ الهادي البشيرُ فأصبحوا | | قِمماً يليقُ بمثلِنا تبجيلُها |
عُذْراً - أبا السِّبْطينِ - إِنَّ دروبَنَا | | كثرتْ أمامَ السالكينَ وُحولُها |
فِرقٌ إلى الوهمِ الكبيرِ ذَهابُها | | وإليهِ منْ بعدِ الذَّهابِ قُفولُها |
فرقٌ تناءَى عنْ يقينِكَ دَرْبُها | | وازورَّ عنْكَ كثيرُها وقليلُها |
تسطو على روحِ اليقينِ ظنونُها | | ويُصِمُّ آذانَ الورى تَطبيلُها |
ما أنتَ إلاَّ الشمسُ في رَأَدِ الضُّحى | | فمَنِ الذي بيدِ الجفاءِ يَطُولُها |
لمَّا انبرى الأشقى لقتْلِكَ أَغرقتْ | | أجفانَ مَنْ نظروا إليكَ سُيولُها |
للهِ درُّكَ - يا أبا السِّبْطينِ - لمْ | | تجزعْ ولم يُوهِنْ قُواكَ مَهُولُها |
لمَّا أصابَكَ سيفُ قاتلِ نفسِهِ | | أدركتُ أنَّ الشمسَ حانَ أُفولُها |
وفَرِحْتَ بالفوزِ الكبيرِ مبشِّراً | | نفساً تجاوَبَ بالرِّضا تهْليلُها |
أوَلمْ يُبشرْكَ الرسولُ بجنَّةٍ | | فلأَنْتَ - يا ابنَ الأكرمين - نَزيلُها |
بُشرى لكمْ - أهلَ الكساءِ - بحبِّكُمْ | | حَفَلتْ مشاعرُنا وعزَّ حُفُولُها |
عذراً - أبا السِّبْطينِ - بعدَكَ أُشْعِلَتْ | | فِتَنٌ وأَوْهَنَ أمتي تضليلُها |
وضعوا القناعَ على الوجوهِ وإنما | | يضعُ القناعَ على الوجوهِ دَخيلُها |
حَرُمتْ دماءُ المسلمينَ، وحُرِّمَتْ | | أعراضُهم، فمتى جرى تحليلُها؟؟ |
قُتِلَ الحُسينُ، فما رَضِينا قَتْلَهُ | | بجميعِ ألسنةِ الوفاءِ نَقُولُها |
ُتــلَ الحســــينُ فأنتما في جنَّـــــــــةٍ | | طابتْ مغانيــــها ، وطابَ ظَلِيــــلُها |
آلُ النبـــيِّ ، وأهلُ بيـــــتٍ طاهـــــرٍ | | أنتــمْ ، ودوحتُــــكُمْ تعِــزُّ أُصــولُها |
هيَ دوحــةٌ شــرُفَتْ بأفضلِ مرســلٍ | | واللهُ ربُّ العــــــالميـــنَ كفيــــــلُها |
بُشرى إليكِ - قصيدتي - فقدْ ارتوتْ | | أغصانُ قافيـــتي ، وفَــرَّ ذبــــولُها |
في كلِّ حــــرفٍ من حروفِـــكِ واحةٌ | | من حُبِّ آلِ البيــــتِ جـــادَ نخيــلُها |
سُـــقيــتْ بآيـــــاتِ الكتــــاب وسـنَّةٍ | | غــرَّاءَ رُصِّـــــعَ بالهُــــدى إِكْلِيلُها |
مَدَحَتْ أبـــا الحســنِ الأغـــرَّ فنالَها | | شرفُ المديــــــــحِ لهُ وبانَ جميلُه |