زهير الفتال Admin
الدولة :
رقم العضوية : 1 عدد المساهمات : 819 تاريخ التسجيل : 08/07/2009 العمر : 62
| موضوع: خطبة الإمام علي ( عليه السلام ) عندما أنكر عليه قوم تسويته بين الناس في الفيء الجمعة أغسطس 21, 2009 11:37 am | |
|
قال ( عليه السلام ) : ( أمّا بعد ، أيّها الناس : فإنا نحمد ربّنا و إلهنا ، و ولي النعمة علينا ، ظاهرة و باطنة بغير حول منا و لا قوّة ، إلاّ امتناناً علينا و فضلاً ، ليبلونا أنشكر أم نكفر ، فمن شكر زاده ، و من كفر عذّبه .
و أشهد أن لا إله إلاّ الله وحده لا شريك له ، أحداً صمداً ، و أشهد أنّ محمّداً عبده و رسوله ، بعثه رحمة للعباد و البلاد ، و البهائم و الأنعام ، نعمة أنعم بها ، و منّاً و فضلاً ( صلى الله عليه وآله ) .
فافضل الناس - أيّها الناس - عند الله منزلة ، و أعظمهم عند الله خطراً ، أطوعهم لأمر الله ، و أعملهم بطاعة الله ، و أتبعهم لسنّة رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، و أحياهم لكتاب الله ، فليس لأحد من خلق الله عندنا فضل ، إلاّ بطاعة الله و طاعة رسوله ، و اتباع كتابه و سنّة نبيه ( صلى الله عليه وآله ) .
هذا كتاب الله بين أظهرنا ، و عهد نبي الله و سيرته فينا ، لا يجهلها إلاّ جاهل مخالف معاند عن الله عز وجل ، يقول الله : ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ) ، فمن اتقى الله فهو الشريف المكرم المحب ، و كذلك أهل طاعته و طاعة رسول الله .
يقول الله في كتابه : ( قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَ يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَ اللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ) ، و قال : ( قُلْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَ الرَّسُولَ فإِن تَوَلَّوْاْ فَإِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ الْكَافِرِينَ ) .
ثمّ صاح بأعلى صوته : ( يا معاشر المهاجرين و الأنصار ، ويا معاشر المسلمين : أتمنّون على الله و على رسوله بإسلامكم ، و لله و لرسوله المن عليكم إن كنتم صادقين .
ألا إنّه من استقبل قبلتنا ، و أكل ذبيحتنا ، و شهد أن لا إله إلاّ الله ، و أنّ محمّداً عبده و رسوله ، أجرينا عليه أحكام القرآن ، و أقسام الإسلام ، ليس لأحد على أحد فضل إلاّ بتقوى الله و طاعته ، جعلنا الله و إيّاكم من المتقين ، و أوليائه و أحبائه الذين لا خوف عليهم و لا هم يحزنون .
ألا إنّ هذه الدنيا التي أصبحتم تتمنونها و ترغبون فيها ، و أصبحت تعظكم و ترميكم ليست بداركم ، و لا منزلكم الذي خلقتم له ، و لا الذي دعيتم إليه .
ألا و إنّها ليست بباقية لكم ، و لاتبقون عليها ، فلايغرّنكم عاجلها فقد حذرتموها ، و وصفت لكم و جربتموها ، فأصبحتم لاتحمدون عاقبتها .
فسابقوا رحمكم الله إلى منازلكم ، التي أمرتم أن تعمّروها ، فهي العامرة التي لا تخرب أبداً ، و الباقية التي لا تنفد ، رغبكم الله فيها و دعاكم إليها ، وج عل لكم الثواب فيها .
فانظروا يا معاشر المهاجرين و الأنصار ، و أهل دين الله ما وصفتم به في كتاب الله ، و نزلتم به عند رسول الله ( صلى الله عليه و آله ) ، و جاهدتم عليه فيما فضلتم به بالحسب و النسب ؟! ، أم بعمل و طاعة ؟
فاستتموا نعمه عليكم - رحمكم الله - بالصبر لأنفسكم ، و المحافظة على من استحفظكم الله من كتابه ، ألا و إنّه لايضرّكم تواضع شئ من دنياكم ، بعد حفظكم وصية الله و التقوى ، و لاينفعكم شئ حافظتم عليه من أمر دنياكم ، بعد تضييع ما أمرتم به من التقوى ، فعليكم عباد الله بالتسليم لأمره ، و الرضا بقضائه ، و الصبر على بلائه .
فأمّا هذا الفيء فليس لأحد فيه على أحد أثرة ، قد فرغ الله عز وجل من قسمه ، فهو مال الله ، و أنتم عباد الله المسلمون ، و هذا كتاب الله به أقررنا وع ليه شهدنا و له أسلمنا ، و عهد نبينا بين أظهرنا فسلّموا - رحمكم الله – فمن لم يرض بهذا فليتول كيف شاء .
فإنّ العامل بطاعة الله و الحاكم بحكم الله لا وحشة عليه ، أولئك الذين لا خوف عليهم و لاهم يحزنون ، أولئك هم المفلحون ) ، و نسأل الله ربّنا و إلهنا أن يجعلنا و إيّاكم من أهل طاعته ، و أن يجعل رغبتنا ورغبتكم فيما عنده ، أقول ما سمعتم ، و استغفر الله لي ولكم ) . | |
|