سؤال وجواب عقائدي
السؤال :
قال الله تعالى : { وعلى الله فليتوكل المؤمنون }،{ ادعوني أستجب لكم }.. ونحن نتوجه للأئمة.. أنا لا أشك في الأئمة.. بل لم لا نعتمد على الله : { حسبنا الله و نعم الوكيل }.. لم اعتمادنا على الأئمة أكثر من اعتمادنا على الله تعالى ؟!!..
الجواب :
إن الله تعالى قال : { ادعوني استجب لكم }، وهو يعني أن العبد لابد أن ينقطع إلى الله تعالى في طلب كل شيء لافتقاره لكل شيء، فهو المحتاج إلى الله والفقير إليه، والله تعالى الغني عن عباده. إلاّ أن ذلك لا يمنع من أن نجعل الأئمة عليهم السلام وسيلة إلى الله تعالى. فكما أمرنا بدعائه، فقد أمرنا بابتغاء الوسيلة إليه قال تعالى : { وابتغوا إليه الوسيلة }، قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم : " الأئمة من ولد الحسين من أطاعهم فقد أطاع الله، ومن عصاهم فقد عصى الله، هم العروة الوثقى وهم الوسيلة إلى الله تعالى ".
وأعلم يا أخي أن قلة طاعتنا وكثرة ذنوبنا نحن العبيد إليه يوجب ذلك حجب الدعاء عن الله والاستجابة لنا، إلاّ أن توسطهم عليهم السلام وشفاعتهم وقرب منزلتهم عليهم السلام إلى الله تعالى يقتضي منه أن يستجيب الله تعالى دعائنا كرامة لهم، كما إنك لو سألت أحداً حاجة وتعلم أن قضاءها يكون بتوسط أحد مقربيه فان العقل يدعوك إلى أن تسأل هذا المقرّب بحاجتك وأن يتوسط بحقه وبمنزلته في قضاء حاجتك، فلا فرق في ذلك، والأئمة عليهم السلام لكرامتهم عند الله يستجيب الله تعالى لنا ويقضي حوائجنا بحقهم عنده، ولا ينافي ذلك في توكلنا على الله تعالى بعد أن نقر بربوبيته وقدرته ونعترف بعبوديتنا له تعالى.. فهل ينافي هذا التوكل على الله تعالى والإنقطاع إليه في أمورنا وحوائجنا ؟!!