عبارة قالها أحد نواب البرلمان السوري قبل خمسة أشهر في مجلس الشعب وضحك عليها الملايين واستغرب الملايين أن الرئيس السوري لم يوجه ولو إشارة لوم لهذا النائب .
واليوم وبعد خمسة أشهر على الثورة السورية أي خمسة أشهر على القتل والتمثيل بجميع فئات الشعب السوري و تحركت القوات السورية النائمة منذ حوالي أربعين عام والتي كنا نظنها أنها تجهز ليوم الحسم مع جارتنا العزيزة إسرائيل هكذا قال لنا النظام .
أربعين عاماً لم تغادر هذه القوات العظيمة ثكناتها وعندما تحرك الشعب يطالب بحريته تحرك المارد النائم وإذا به فعلاً مارد جبار لديه من القوة ما يكفي للبطش بشعبه الذي ما زال يدفع لهذا المارد من طعامه ودوائه ودارت الحرب الضروس جيش يملك كل أنواع السلاح وأحدثها حتى أن بعض الضباط شكى من وجود أسلحة لم يتم التدرب عليها بعد , هذا الجيش لم يرد في يوم من الأيام على الخروق الإسرائيلية واحتفظ بحق الرد هذا الجيش العرمرم يتحرك بكل ما لديه من قوة لتدمير كل ما يقف بوجهه وبالطرف الآخر جيش الشعب الأعزل بصدوره العارية ولكنه يملك صوت واضح وفكر واضح وأيمان بما يطالب به وهذا ما تملكه الشعوب في ثوراتها .
خمسة اشهر مضت ولا زالت المعركة تدور وآلاف الضحايا تسقي الأرض العطشى بدمائها الزكية ويغيب أحياء أو أموات عشرات الألوف من الشعب ولا نشك أن العالم يمد الجزار بما يلزمه من سلاح وذخائر فإن المعركة لم تنتهي وربما تطول ولا سيما أن الطرف الآخر بالمعركة يملك ذخيرة لا تنفذ وهي حب الحرية والاندفاع باتجاه الشهادة وهذه ذخيرة لم ولن تنتهي .
خمسة شهور والعالم جميعه يتفرج وكل ما نسمعه لا يعدو كلمات مغلفة بالنفاق والكذب على الشعوب وخوفاً من حركة هذه الشعوب ,كلمات قليلة صادقة التي سمعناها ولعل منها كلمة رامي مخلوف حول ارتباط أمن سوريا بأمن إسرائيل ولعل منها كلمات الصحف الإسرائيلية التي طلبت الدعاء لملك إسرائيل وهو بشار الأسد ولا نظن أن هذه الصحف كانت تنافق فهي ليست بحاجة لهذه النفاق , الصحف الإسرائيلية هي الوحيدة التي كانت توضح تخوف من سقوط هذا الطاغية والصلاة لبقائه .
إذا علمنا ونظن إن كل العالم يعرف كم هي السيطرة الصهيونية على زعماء العالم فأنياب الصهيونية العالمية ناشبة في أجساد الزعماء في كل مكان فإذا كانت هذه الصهيونية تطلق على بشار ملك إسرائيل فيصبح تصريح النائب السوري مفهوم ويصبح الموقف العالمي مفهوم .
في هذا السياق علي لا أحاول إيجاد تبرير للموقف التركي المتذبذب ولكن ماذا عن المواقف العربية والإسلامية ودول العالم الأخرى ولا سيما دول الجوار والتي للأسف تعلق على الموقف التركي وتتهمه وكذلك بعض مواطني هذه الدول التي لا تجد أمامها إلا مهاجمة السلطة التركية وتنسى حكامها الذين يقع عليهم المسؤولية بدرجة أعلى مما يقع على تركيا .
لعل ابسط ما يجب أن نقوله أن تركيا لم تقدم دعم لهذا النظام لقمع هذا الشعب بل قدمت المساعدة للشعب السوري وقالت عنه ضيف وليس لاجيء وعلى عكس حكمائنا الملوك والأمراء الذين قدموا المال والسيارات ولعل ما خفي عنا كان أعظم وهم عندما تكلموا لم يرقوا إلى الموقف التركي فأخذنا نتغنى بكلامهم , فإذا كان الأتراك أعطوا للنظام السوري خمسة عشر يوماً فإن دول الخليج والجامعة العربية تركوا الباب مفتوح وهم لا يزالون يراهنون على إصلاحات بشار , وإذا كانت تركيا أرسلت مبعوثين أكثر من مرة وسحبت سفيرها للتشاور عند بداية الإحداث ومن دون ضغط شعبي فإن من المخجل أن تستدعي دول الخليج سفرائها بعد الضغوط الشعبية المشكورة في بلادها ولا تزال بعض الدول العربية الأخرى لم تسمع بما يحدث في سوريا , فلعل هذا الهجوم على تركيا هو لحرف الأنظار عن المواقف العربية المتخاذلة والداعمة للظالم .
لا نريد أن ندخل في اللوم لطرف والاعتماد على طرف فالثورة تعتمد على الله ولكن ربما من المفيد أن نعود إلى الحكمة التي تقول خذ الحكمة من أفواه المجانين ولعل الذين اعتبرناهم هنا بالمجانين وأولهم النائب السوري ليسوا بمجانين فيكون حسب رأيهم بشار هو ملك إسرائيل وبالتالي رئيس العالم عندها نستطيع فهم جميع المواقف الصامتة والمتخاذلة فهي أصوات مؤدبة لا تعلوا فوق صوت سيدها ولكننا نعرف من مجريات التاريخ إن الكثير من الفراعنة ومن زعماء العالم سقطت عروشهم بأيدي شعوبهم الضعيفة الفارغة وعندها تغير هذه الأيدي الفارغة مجرى التاريخ .
إننا وبالدرجة الأولى نعتمد على الله وإن ثورتنا ستغير وجه المنطقة ولن ننسى أعداء أو أصدقاء الثورة والنصر لثورتنا