أهلاً وسهلاً بك عزيزتي الزائرة / عزيزي الزائر في موقع معهد أنوار اليقين للحاسبات
نرجو منك أن تُعرِّف بنفسك ، وتدخل معنا الموقع لتتمتع بما فيه من مواضيع علمية وثقافية ورياضية منوعة
إن لم يكن لديك حساب بعد ، نتشرف بدعوتك لإنشائه المدير العام للموقع
معهد أنوار اليقين للحاسبات
أهلاً وسهلاً بك عزيزتي الزائرة / عزيزي الزائر في موقع معهد أنوار اليقين للحاسبات
نرجو منك أن تُعرِّف بنفسك ، وتدخل معنا الموقع لتتمتع بما فيه من مواضيع علمية وثقافية ورياضية منوعة
إن لم يكن لديك حساب بعد ، نتشرف بدعوتك لإنشائه المدير العام للموقع
معهد أنوار اليقين للحاسبات
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
نهنئ العالم الإسلامي والمراجع العظام بولادة منقذ البشرية النبي الخاتم محمد (ص) وتزامن هذه الذكرى بذكرى ولادة حفيده الامام الصادق عليه السلام
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] شوق كبير .. و عظيم تقدير .. و جمال وتميز فريدين .. هي ما يدفعني لكتابة هذا الموضوع عن بلد عشت بين أهل وأحباب فيه بدون عرف سالف .. قبل أن يكون بين أكناف بلد نعت ببلد التاريخ والآثار .. عشت فيه قرابة العام فلم أجد سوى الجمال .. جمال المكان والمحتوى .. وجمال الترحيب والتقدير من قبل أهله الكرام ... فحي هلاً بكم في :
دومة الجندل أو الجوف قديماً كانت القاعدة الإدارية للمنطقة ليس فقط في عهد الدولة السعودية الثالثة بل حتى قبل زمن بعيد موغل في القدم وقبل 2700 سنة ... و لكن مقر الإمارة انتقل إلى مدينة سكاكا سنة 1351 هـ وأطلق على المنطقة عامة منطقة الجوف ... و لوجود مواقع كثيرة تسمى دومة إلا أن هذه المدينة و التي نحن بصددها هي دومة الجندل ... و سميت بالجندل نسبة إلى صخورها الشديدة الصلابة فقد عرف الجندل بالقوة و شدة الصلابة .. و لتميز هذه المدينة بهذا النوع من صخورها فقد أصبح اسمها دومة الجندل تمييزا لها عن غيرها ... على أن هناك من يرجع سبب تسميتها نسبة لأحد حكامها القدامى حين اشتهر بأنه قتال سفاح طغت شهرته لجندلته الكثير من الخصوم ... و لك هذا التعليم لا يصمد أمام التعليل الأول لوجود الشواهد و الثوابت المادية المؤيدة له ... أما ما يتعلق بلفظ دومة فقد عرفا الأشوريون باسم ( أدوماتو ) و عرفها العبرانيون باسم ( دومة ) ... و قد ورد في عدد من المؤلفات الرومانية باسم ( دومانا ) ... و يرجع بعض المؤرخين أن تسمية دومة الجندل إنما جاءت نسبة إلى احد أبناء إسماعيل بن إبراهيم عليهما السلام و الذي قيل أن اسمه ( دومان ) أو ( دوماء ) أو ( دما ) ... وذكر الحموي في معجم البلدان أنها سميت بذلك نسبة إلى حصن بناه دوماء بن إسماعيل .. أما الجندل: فهي الحجارة ومفرده: جندلة ... وعلى هذا يكون معناه: الحصن الذي بناه دوماء في منطقة مليئة بالحجارة ... وكان يُضرب المثل بمناعة حصن دومة وشدته ...
تقع محافظة دومة الجندل جنوب غرب مدينة سكاكا حيث تقع على صخور تنتمي إلى الدرع العربي وهي من أهم المناطق الجيولوجية بالمملكة … وتبعد عن مدينة سكاكا عاصمة منطقة الجوف 50 كيلومتر تقريباً ...
وهي من أهم المواقع التاريخية والأثرية والحضارية في المملكة حيث تحتضن قلعة مارد الشهيرة ومسجد عمر بن الخطاب وحي الدرع وغيرها ( يأتي بيانها في ثنايا الموضوع ) كما تشتهر بوفرة مياهها العذبة … وكانت دومة الجندل عاصمة لعدد من الملكات العربيات مثل (تلخونو) و (تبؤه) أو (تاربو) … وأشير إلى الملكات الأخريات بالاسم مثل (زبيبة) و(سمسي) و(اياتي) وقد أشير إلى هؤلاء الملكات بعبارات عامة كملكات عربيات دون تسمية عاصمتهن …
كان للعرب في الجاهلية أسواق في أنحاء مختلفة من شبه الجزيرة العربية يتجمعون فيها في مواسم معينة ويتبادلون البيع والشراء … وقد عدت دومة الجندل من أقدم أسواق العرب وأهمها نتيجة لموقعها الجغرافي وتواجد عدد من القبائل العربية في المناطق المجاورة لها … ففي الجاهلية (من القرن الخامس الميلادي وما قبله) كان من عادة القبائل أن تتجمع في دومة الجندل في أول يوم من ربيع الأول وحتى آخره لأغراض البيع والشراء … وكان البيع في هذا السوق بيع الحصاة ( وهو نوع من أنواع المقامرة أبطله الإسلام ) كما ورد أن الاكيدر صاحب دومة الجندل كان يرعى الناس ويقوم بأمرهم أول يوم فتقوم سوقهم إلى نصف الشهر … فتقوم سوقهم إلى آخر الشهر ... وقد ذكر أن سوق دومة الجندل كانت بين الاكيدر العبادي من السكون وبين قنافة الكلبي … وكانت غلبة الملكين أن يتحاجيا فأيهما غلب صاحبه بما يلقى عليه تركه والسوق يفعل بها ما يشاء ولا يبيع فيها أحد من الشام ولا من العراق إلا بإذنه … ولم يشتر ولم يبع حتى يبيع الملك كل شيء يريد بيعه …
كان سوق دومة الجندل من الأسواق الكبرى للعرب إذ كان يشترك فيها الكثير من قبائلهم وخاصة كلب وغسان وطي … وقد كان المتولون لأمر السوق يأخذون عشور التجار ولهم جباه يجوبون السوق ليأخذوا عشر ما يباع …
ويجب أن ننظر إلى سوق دومة الجندل من حيث أهميته التجارية فدومة الجندل تقع على الطرق الممتدة من وسط وشرق الجزيرة إلى سورية وجنوب فلسطين حيث كانت غزة ميناء رئيسياً حيث يشتري منه التجار منتجات المناطق الواقعة على البحر المتوسط …
ويرى بعض المؤرخين أن أسواق العرب تلك – سواء سوق دومة الجندل أو غيرها – إنما كانت بالأصل مواقع مقدسة بها أصنام تعبدها القبائل وتأتي للتقرب إليها في مواسم معينة هي مواسم حجها فتتحول تلك المواسم إلى أسواق للبيع والشراء .. وقد ذكر أن بني وبره كانوا يفدون إلى دومة الجندل للتقرب إلى صنم ( ود ) المذكور في القرآن الكريم والموجود فيها ...
بعد ظهور الإسلام وإرساء قواعد الدولة الإسلامية في المدينة المنورة في السنة الأولى للهجرة سعى المسلمون لنشر الدعوة في كل الاتجاهات بقدر ما تسعفهم به إمكاناتهم … وفي حياة الرسول صلى الله عليه وسلم وبعد مماته اتجه الموفدون إلى مختلف أرجاء الجزيرة العربية لنشر الدعوة … وتم تنظيم الغزوات من أجل هذا الهدف العظيم ومن الغزوات التي خرجت من المدينة المنورة كانت الغزوة الأولى لدومة الجندل والتي يقال أن الرسول صلى الله عليه وسلم قادها بنفسه وكان ذلك في السنة الخامسة للهجرة(626م) ... ابتدأت الغزوة الأولى لدومة الجندل في 25 من شهر ربيع الأول 5 هـ وعادت إلى المدينة في 19 من شهر ربيع الثاني كما ذكر الواقدي … وقد كان مع الرسول صلى الله عليه وسلم ألف رجل ودليل من بني عذرة اسمه مدكور … فلما وصل المسلمون إلى دومة الجندل وجدوها خالية لأن سكانها فروا بعد سماعهم بتقدم المسلمين وخلفوا وراءهم ماشيتهم وأمتعتهم التي غنمها المسلمون وعندما أرسل الرسول صلى الله عليه وسلم رجالا للبحث عن الفارين من الأهالي لم يجدوا إلا واحداً أقنعوه بالرجوع معهم واعتنق الرجل الإسلام على يد الرسول صلى الله عليه وسلم … ويظهر من الأسباب التي أدت بالرسول صلى الله عليه وسلم إلى القيام بغزوته هذه إلى دومة الجندل قيام جنود الاكيدر بالاعتداءات المتكررة على قوافل التجار المتجهة من المدينة إلى الشام ونهبهم لبضائعهم ومؤنهم …
الغزوة الثانية: كانت في شهر شعبان 6 هـ (يناير – فبراير 628م ) وعن سبب هذه الغزوة أن شر أهل دومة الجندل لم ينقطع عن تجار المدينة فأرسل الرسول صلى الله عليه وسلم إليهم سرية عليها عبد الرحمن بن عوف وأوصاه حين دفع إليه اللواء بقوله : ( خذه يا ابن عوف فاغزوا جميعاً في سبيل الله فقاتلوا من كفر بالله ولا تغلوا ولا تغدروا ولا تمثلوا ولا تقتلوا وليدا فهذا عهد الله وسيرة نبيه فيكم ) … ولما بلغ عبد الرحمن بن عوف دومة الجندل دعا أهلها إلى الإسلام فأسلم الأصبغ بن عمرو الكلبي – من كبار كلب – وأسلم معه ناس كثيرون من دومة الجندل …
الغزوة الثالثة: رغم حصول الغزوتين الأولى والثانية لدومة الجندل إلا أن الإسلام يبدو أنه لم يستتب فيها وهذا ما كان سببا للقيام بالغزوة الثالثة في السنة التاسعة للهجرة(630م) ويبدو أن الاكيدر حاكم دومة الجندل وعامل الإمبراطور البيزنطي (هرقل) واصل تعرضه للقوافل التجارية القادمة من المدينة المنورة بسبب إعراض التجار عن التوقف في مدينته … وقد قام الرسول صلى الله عليه وسلم بإرسال خالد بن الوليد على رأس غزوة إلى دومة الجندل في السنة التاسعة للهجرة يرافقه أربعمائة وعشرون فارساً … ويختلف المؤرخون فيما حققته هذه الغزوة ولهم في نتائجها أقوال كثيرة فمنهم من يقول أن خالداً أخضع دومة الجندل بالقوة وأخذ ملكها أسيراً إلى المدينة المنورة حيث أعلن الاكيدر إسلامه أمام الرسول صلى الله عليه وسلم بينما هناك الكثير من الروايات التي تذكر أن الاكيدر قد دفع الجزية مما يعني أنه لم يسلم … وإذا ما افترضنا أن الاكيدر قد أعلن إسلامه فان من الثابت أنه قد ارتد عن الإسلام بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم وهنا يختلف المؤرخون في مصيره بعد ذلك فمنهم من يقول أن الخليفة عمر بن الخطاب أجلاه من دومة الجندل إلى الحيرة فنزل في موضع فيها قرب عين تمر و بنى فيها منازل وسماها دومة وقيل دوماء …
تقع على تل مرتفع في دومة الجندل وتشرف على المدينة وتمثل حصناً منيعاً أمام الأعداء وهي شبه دائرية الشكل لها أبراج مخروطية الشكل بنيت في أربع جهات منها … وأقدم ذكر لها يعود إلى حوالي القرن الثالث الميلادي عندما غزت ملكة تدمر زنوبيا دومة الجندل وفيها قالت : ( تمرد مارد وعز الأبلق ) والمارد في اللغة صفة لكل شيء تمرد ويستعصي … يرجع تاريخ مدينة دومة الجندل وقلعة مارد إلى أكثر من ألفي عام عندما ورد ذكرها في مدونات من العصر الأشوري خصوصاً أن هناك نصوصاً مكتوبة ومفصلة تتحدث عن الجوف وتعود إلى القرنين الثامن والسابع قبل الميلاد وتحدثت تلك النصوص عن مدينة دومة الجندل بوصفها عاصمة لعدد من الملكات العربية كما أسلفنا …
قلعة مارد تحتوي على مبان من مراحل متعددة بعضها محكمة البناء تعود إلى عهود حضارية مزدهرة وهي الأقدم وبعضها مضاف مكان قديم متهالك مختلف في مستوى إتقان البناء يمكن أن ينسب إلى فترة متوسطة بعد ظهور الإسلام وبعض المباني رديء الأسلوب في البناء ومبني بمواد طينية ينسب إلى فترة متأخرة يعتقد أنها تعود إلى ما يقارب الثمانين سنة … تتكون القلعة من حجرات وسور أرضي والقلعة المرتفعة …
يقع في وسط مدينة دومة الجندل القديمة ملاصقاً لحي الدرع من الجهة الجنوبية ويعد من المساجد الأثرية المهمة – إن لم يكن أهمها – على مستوى المملكة ويتبع أهمية المسجد من تخطيطه حيث يمثل استمرارية لنمط تخطيط المساجد الأولى … ويذكر بتخطيط مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم في المدينة في مراحله الأولى وكذلك تبرز أهمية هذا المسجد إلى كونه من أقدم المساجد الأثرية التي لم يتبدل تخطيطها …
تقع مئذنة المسجد الشهيرة ( التي تعتبر أقدم مئذنة في جزيرة العرب ) في الركن الجنوبي الغربي وتنحرف عن مستوى جدار القبلة وقاعدة المئذنة مربعة الشكل طول ضلعها 3م وجدرانها الحجرية تضيق إلى الداخل كلما ارتفعا إلى الأعلى حتى تنتهي بقعة شبه مخروطية … يبلغ ارتفاعها الحالي 12.7م وقد استخدم الحجر في بناء المسجد والمئذنة كما هو الحال في القلعة ( مارد ) والحي المجاور ( حي الدرع ) …
وقد بني المسجد من الحجر … ورمم أكثر من مرة … وتوجد حوله مدينة دومة الجندل القديمة (وهي مهجورة) … أعيد ترميم بناء المسجد مؤخراً كما هو الظاهر إلا أن المئذنة بقيت محافظة على شكلها منذ أن بنيت قديماً …
ينسب المسجد إلى الخليفة الثاني عمر بن الخطاب رضي الله عنه … ويقال أنه بناه سنة 17 هـ أثناء توجهه إلى بيت المقدس … إلا أن أحد كبار الباحثين السعوديين يرى أن نسبة المسجد إلى الخليفة الثاني غير مؤيد بدليل … ومهما يكن من الأمر فإن الناس قد تعارفوا على إطلاق اسم عمر بن الخطاب – رضي الله عنه – على المسجد …
سبق وتكلمت عن القلعة والمسجد والحي في موضوع سابق .. ولمن يزيد الاستزادة يرجى الرجوع إليه ([ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] )
سور دومة الجندل الذي يقع في الجهة الشمالية الغربية من دومة الجندل وهو مبني من حجر الجندل كشف عن جزء منه في عام 1986م من قبل وكالة الآثار والمتاحف آنذاك ويعتقد بأنه كان يحيط بالمدينة قديماً مشيرين بأهمية تتبع السور والكشف عنه كاملاً حيث تؤكد المصادر التاريخية بإحاطته بمدينة دومة الجندل كنوع من الحماية الحربية آنذاك ...
يحيط سور دومة الجندل بالمدينة القديمة وقد بني من حجارة الجندل الصلبة ... ويبلغ سمكه متراً واحداً وارتفاعه يصل إلى خمسة أمتار ... وهو أحد المواقع التي تتطلب سرعة إعادة بنائه من جديد والتدخل كمعالجة أثرية ...
الباحث في الآثار والكتابات النبطية الموجودة في الجزيرة العربية الدكتور خليل المعيقل قال : إن فترة بناء سور دومة الجندل تشير إلى الفترة ما قبل النبطية ... مشيرا إلى أن فترة بنائه لا بد أن تكون في وجود سلطة محلية قوية وموارد مالية ضخمة ...
هنا مقولة قديمة تقول : «إن في الجوف ألف بئر وألف راكية وألف عين جارية »
الآبار المقدرة لدى الجهات الرسمية الموجودة حالياً في دومة الجندل بـ670 بئراً تعود إلى مئات السنين ... والتي اندثر أكثرها أو تهالك و انطمر بسبب إهماله أو وجود البديل عنه ...
ما زالت الحوط ( جمع حوطة وهي المزارع الصغيرة كما يسميها أهل البلد ) تحيط بدومة الجندل من أغلب الجهات ... و يوجد فيها أشجار النخيل وأشهرها الحلوة و كذا أشجار العنب والموالح وغيرها وإن كان الكثير منها أهمل وترك عرضة للتخريب والكساد ... إلا أن جزء من أهل البلد ما زال يحتفظ بحوطته ويعيرها اهتمامه وعنايته ... وكذلك المزارع الأكبر مساحة التي تلاقي اهتماماً أكبر من قبل ملاكه والتي تبعد مسافة أكبر عن البلد مثل مزارع أجربه ومزارع حسياء ...
من مزارع حسياء تبدأ قنوات مائية شقت تحت الأرض ومن آبار قديمة خارجة السور مثل بئر الجديلية وتمتد لكيلوات حتى قلعة مارد وأسفل دومة الجندل القديمة عامة ...
لعل من أعظم الانجازات التقنية للبشر في المناطق المدارية الجافة هو اختراع نظام الري بالكظائم كما تسمى سراديب الماء أو القنوات المائية تحت الأرض ... فبفضل هذا النظام الذكي نشأت مستوطنات وعاشت أمم وزراعة في أراض ليس بها ما يكفي من الأمطار أو الأنهار ...
النظام ببساطة هو قناة تحفر من مكان مرتفع نسبياً تتوفر به مياه جوفية أو عين ثم ينقل الماء تحت الأرض إلى مسافات طويلة عبر نفق طويل ... وتتخلل هذا النفق بئر عمودية كل عدة أمتار ... ( لم أتكمن من تصوير القنوات لاختفاء أكثرها وما ظهر فهو في أراض مملوكة أو يصعب الوصول لها )
من العيون التي مازلت آثارها موجودة في دومة الجندل : عين خذما - المصيرعية - الجنوب - الرحيبيين - عين الغرب - السعيدان - عين العباس - عين اللافي ... وغيرها ...
تقنية القنوات المائية في هذا النظام طريقته بأن ينسل الماء بفعل الجاذبية انسلالاً بسيطا إلى أن يصل إلى (مظهر) القناة حيث المستوطنة والأرض الخصبة ليسقيها ...
ويكاد يتفق الباحثون أن هذه التقنية بدأت في بلاد فارس ولكن هناك اختلاف حول زمن اختراعه ويرجح البعض أنه نشأ حوالي 3000 سنة قبل الميلاد ومن فارس انتشرت إلى باقي المناطق خاصة في الشرق الأوسط لكنها وصلت إلى بلاد تركستان شرقاً وبلاد المغرب والأندلس غرباً ومنها إلى المكسيك ... ولا زالت هذه التقنية تتركز في إيران بل إن كثيراً من مدن إيران ومنها طهران كانت تعتمد في مياهها وزراعتها على الكظائم التي تأتي من مسافات بعيدة وصلت في بعضها إلى 25كم ... وقد انتشرت القنوات الأرضية في جزيرة العرب منذ عصور قديمة خاصة في المناطق المتحضرة التي تحتك بفارس كالبحرين والقطيف وعمان وتسمى في عمان بالأفلاج .... كذلك توجد في اليمن .. وهذا ليس بمستغرب إذا عرفنا أن الدولة الساسانية كان لها نفوذ قوي في شرق الجزيرة العربية وفي البمن ... ويبدو أن أهل الحجاز كانوا يعرفون الكظائم فقد روي أثر عن عبد الله بن عمرو يقول : ( فإذا رأيت مكة قد بعجت كظائم ورأيت البناء يعلو رؤوس الجبال فاعلم أن الأمر قد أظلك ) قال أَبو إسحق: هي الكَظيمة والكِظامة معناه أي حُفِرت قنوات ...[center] أيضاً من المهم أن نشير إلى أن تقنية القنوات الأرضية عرفت في الشام أيضاً وقد زاد عددها وانتشرت أيام الدولة الأموية ... والقنوات في السعودية توجد في دومة الجندل كما ذكرنا ( وتحتاج لبحث واكتشاف ) وكذا في الأفلاج ويبرين والخرج والأسياح ...
البحيرة بحيرة صناعية وهي نتاج لمشروع الري بدومة الجندل والذي بدأ في عام 1407 هـ وتقع على بعد 4 كم تقريباً في الشمال من محافظة دومة الجندل و 33 كم عن مدينة سكاكا ...
ويبلغ محيطها حوالي 8 كم وتتراوح الأعماق فيها من 4 إلى 17 متر في وسط البحيرة .. ومياهها عذبة إلا أنها وبعد مرورها في السبخة تتحول إلى مالحة ... ويعيش فيها أنواع من الأسماك وبعض الطيور المائية ...
يتم تجميع المياه في خزانات تجري من قنوات أو شقوق أرضية تسمى الحفور .. وتجري المياه عبر المزارع أو الحوط وتجمع الزائد من مياه الصرف الزراعي والذي زاد وارتفع منسوبه فوق الأرض قبل المشروع وغطى منطقة السبخة وبعض المزارع مما أفسد التربة وبعض المزارع وأصبح مشكلة فحل هذا المشروع هذه المشكلة ...
من الأماكن الرائعة والتي يقصدها الناس في مواسم الأمطار : الروض أو قاع مويسن الواقع شمال شرق دومة الجندل بــ 8 كم تقريباً على طريق المزارع أو الصوامع بين سكاكا و دومة الجندل … الروض مساحته حوالي 2.6 × 1.3 كم … و في بعض السنوات يمتلئ بفضل الله ويكون مقصداً من جميع أهل المنطقة ...
الأمطار تصب في الروض من جهته الشمالية عبر الشعاب والوديان القادمة من بعيد … وفي الشمال منه مباشرة يوجد قلتة كما تسمى أو مكان لتجمع المياه داخل الصخور تحفظ الماء لفترة طويلة … وبعض الشعاب تصب بالقلتة قبل الوصول للروض …
والشوق الأكبر والأعظم عندما يطرب القلب فرحاً بذكر مآثر الصحب وتلك الجلسات العامرة مع أهل الجوف الكرماء الذي يعجز اللسان أن يشكر ويعجز القلم أن يعبر عما يكنه الفؤاد من محبة وتقدير لهم ...
ولا أجد ما أرد به جميل أحبابي هناك إلا هذا الموضوع البسيط عن بعض ما شاهدت في دومة الجندل من أماكن ومعالم تستحق الإشادة بها ونشرها والمحافظة عليها وأرجو أن يجد الموضوع لديهم القبول بعد رضى الله ... لكم أنتم أحبابي يا من شرفتم الموضوع باطلاعكم عليه أجمل المنى وهذه هدية سريعة من توت الجوف اللذيذ ...
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] أرجو أن نكون قدمنا لكم شيئاً مفيداً و ممتعاً ... تابعونا - بإذن الله - في القادم من المواضيع والرحلات ... لكم أجمل المنى وأطيب التحايا
[/center]
حميد العامري عض مجتهد
الدولة :
رقم العضوية : 21 عدد المساهمات : 171 تاريخ التسجيل : 02/08/2010 العمر : 72
موضوع: رد: رحلتي إلى دومة الجندل بلد التاريخ والآثار السبت ديسمبر 01, 2012 7:28 pm