كما تُدين تُدان

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]

كما تَدين تُدان

يعتبر النظر إلى المرأة الأجنبية المرحلة الأولى من مراحل الفساد والانحراف الخلقي ، وهو مفتاح الشر ومبدأ الانزلاق لأنه يجر الإنسان إلى النظرة الثانية والثالثة وأخيراً يؤدي به إلى الفحشاء والمنكر ، كما يقول الشاعر :
نظرة فابتسامة فسلام ****** فكلام فموعد فختام

ولهذا أراد الإسلام الحكيم أن يمنع الفساد من أصله ويقطعه من جذوره فحرم الله تعالى النظر إلى المرأة الأجنبية وحذر منه أشد الحذر وأمر المؤمنين أن يغضوا أبصارهم ويصرفوا عيونهم عنها حيث قال تعالى { قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّواْ مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُواْ فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرُ بِمَا يَصْنَعُونَ } النور: ٣٠ .إن الطبيعة الإنسانية تقتضي التجاذب بين الجنسين الرجل والمرأة – بسبب نظر كل واحد منهما إلى الآخر ويجب تحديد هذه الطبيعة وتأطيرها بإطار الشريعة الإسلامية وإلا فالنتيجة سيئة والعاقبة مذمومة ، يقول الإمام الصادق (عليه السلام) {النظرة بعد النظرة تزرع في القلب الشهوة وكفى بها لصاحبها فتنة} ، إن النظرة المحرمة تمهِّد الأرضية للفجور ولهذا جاء في الحديث (النظر بريد الزنا) أي أنَّ بداية الزنا تكون من النظرة المحرمة إذ من الواضح أنَّ الزنا لا يقع إلا بعد نظر الرجل إلى المرأة وإعجابه بها فكأن النظرة رسالة دعوة إلى الزنا .
ولا تسأل عن الآثار السيئة الناتجة عن الزنا من الأمراض الجنسية والمفاسد الاجتماعية وغيرها ، فالبداية لكل هذه المآسي هي النظرة إلى المرأة الأجنبية وقد سُئل النبي يحيى بن زكريا (عليه السلام) عن مبدأ الزنا فقال النظر والغناء ، فلا عجب إذا جاء النهي الشرعي شديداً في هذا المجال ولا غرابة إذا كان العقاب في الآخرة أليماً وقاسياً ، جاء في الحديث الشريف (من ملأ عينيه من امرأة حراماً حشاهما الله يوم القيامة بمسامير من نار وحشاهما ناراً حتى يقضي بين الناس ثم يؤمر به إلى النار) ومن آثاره العذاب النفسي والتوتر الفكري ، قال الإمام علي (عليه السلام) (من أطلق طرفه كثر أسفه ومن تتابعت لحظاته دامت حسراته) ، وقال الإمام الصادق (عليه السلام) (النظر سهم من سهام إبليس مسموم وكم من نظرة أورثت حسرة طويلة) ، إذا كان السهم مسموم فإن نسبة الأذى والجرح والتدمير مضاعفة وقد يخسر الإنسان حياته .
سأل أبو بصير الإمام الصادق (عليه السلام) (الرجل تمر بهِ المرأة فينظر خلفها ؟) ، فقال (عليه السلام) (أيسرُ أحدكم أن يُنظر إلى أهلهِ وذاتُ قرابتهِ ؟ قال : لا فقال (عليه السلام) (فأرضِ للناس ما ترضاه لنفسك) ، وجاء في قول الإمام الباقر (عليه السلام) (استقبل شاب من الأنصار امرأة بالمدينة فنظر إليها وهي مقنَّعة فلما جازت نظر إليها ودخل في زقاق وجعل ينظر إليها من خلفها واعترض وجهه عظم في الحائط أو زجاجة فشق وجهه فلما مضت المرأة نظر إليها الشاب فإذا الدماء تسيل على صدره وثوبه فقال والله لآتين رسول الله (صلى الله وآله وسلم) ولأخبرنه فأتاه فلما رآه رسول الله (صلى الله وآله وسلم) قال له : ما هذا ؟ فأخبره فهبط جبرائيل (عليه السلام) بهذه الآية : { قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّواْ مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُواْ فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرُ بِمَا يَصْنَعُونَ } النور: ٣٠، وجاء في قول الإمام الصادق (عليه السلام) (عِفُّو عن نساء الناس تعُفَّ نساؤكم) .

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]